الإعلام هو فن توجيه الرسائل للآخرين بأسلوب يصل إلى عقولهم وضمائرهم لكي يتفهموا وجهات نظرنا أو على الأقل يشككوا في وجهات نظر الآخرين ،وخصوصا الاعداء . في غالب الأحيان نفقد البصيرة هذه وننقل أفكارا إعلامية دون التفكير في كيفية مخاطبة الجمهور العربي وغير العربي بكلمة موجزة،ولكن من الواجب أن نخطط لكسب الدعم خاصةً في المعركة الإعلامية طويلة الأمد مع العدو الإسرائيلي الصهيوني.
والعمل الإعلامي العربي يجب أن ينتهي عند حد الشرذمة والرد بالهجوم المضاد، ويجب أن تكون الإمكانيات متاحة دائمًا، فمعركة الإعلام الفلسطيني-العربي ستكون طويلة الأمد،ولا يكفي أن تكون المكاتب والمواقع الإعلامية الفلسطينية موجودة بل يجب أن تكون مدعومة بعناصر ذات مهارة وخبرة، ومخلصة ومنظمة للعمل والإنتاج المثمر.
لذا يجب علينا استخدام الوقت والمال بحكمة لشرح وجهة نظر واسعة وواضحة تتعلق بالقضية الفلسطينية بشكل موضوعي، مركزة على حقوق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنهم وتأسيس دولتهم المستقلة،وبالوقت ذاته ينبغي للعرب أن يظهروا عواطف إيجابية في إطار إنساني عربي مع تميزهم بالأخلاق والشجاعة والوفاء.
على صعيد ٱخر ، لم يعد هناك حاجة لتأكيد فوز العرب في المعركة السياسية ضد "إسرائيل" وأمريكا باستثناء بعض الآراء في الولايات المتحدة الأمريكية حيث جاء هذا الفوز بفضل التنظيم الفلسطيني للهجوم الدبلوماسي والرئيس محمود عباس في مروحته الواسعة من الجهود الدبلوماسية.
"إسرائيل" ترفض تحديد حدودها الآمنة لأنها كيان مجرم ومحتل وقاتل، تسعى دوما الى تعريض كبرياء العرب للإهانة وتتحدى الأمم المتحدة بشكل وقح ومستمر. لذا يجب علينا الوقوف ضد هذا العدو والتصدي له بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك استخدام الإعلام بشكل فعال لتوجيه الرسائل الصحيحة وتشكيل الرأي العام،و"إسرائيل" ترفض تحديد مصطلح "الحدود الآمنة" لأنها تستخدم هذا المصطلح كوسيلة لتبرير استمرار الاحتلال والضم غير الشرعي للأراضي الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، عدم تحديد الحدود يسمح ل"إسرائيل" بالتوسع والاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية دون الالتزام بإعطاء تعويضات أو ضمانات للسلام والأمن للفلسطينيين. في الحقيقة، وإن عدم تحديد الحدود يساهم في استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ويجعل حل الدولتين أكثر صعوبة،وهذا ما يجب ان يضعه الاعلام العربي عموما ،والفلسطيني على وجه الخصوص ، في سلم اولوياته.