وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى الصين في ثاني زيارة له إلى هذا البلد في أقل من عام؛ بهدف تشديد الضغط على بكين في ملفّات ساخنة عدة، منها دعمها لروسيا، مع السعي إلى إرساء المزيد من الاستقرار في العلاقة.
ويجري بلينكن، الجمعة، محادثات مع القادة الصينيين في بكين، يتوقع أن يدعو خلالها إلى ضبط النفس في وقت تستعد تايوان لتنصيب رئيس جديد.
كذلك، سينقل مخاوف الولايات المتحدة حيال الممارسات التجارية الصينية التي تعتبرها واشنطن مناهضة للمنافسة، وهي مسألة أساسيّة للرئيس جو بايدن في هذا العام الانتخابي.
وتشمل مهمة بلينكن في الصين تهدئة التوتر بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم، بعدما تراجع بشكل واضح منذ زيارته السابقة في حزيران/يونيو، وفق فرانس برس.
وتبع تلك الزيارة لقاء بين جو بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ في سان فرانسيسكو في تشرين الثاني/نوفمبر، أفضى إلى استئناف الاتصالات بين الجيشين وإلى تعاون في مكافحة إنتاج مادة الفنتانيل المسكنة التي يستخدمها مدمنو المخدرات على نطاق واسع في الولايات المتحدة. ويلتقي بلينكن في شنغهاي طلابًا ورؤساء شركات.
وتهدف هذه المحطة إلى إظهار العلاقات الودية بين الأمريكيين والصينيين، وهي الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى المدينة منذ زيارة هيلاري كلينتون في العام 2010.
كذلك زارت وزيرة الخزانة جانيت يلين مدينة كانتون الصناعية قبل أن تنتقل إلى بكين في مطلع الشهر.
وقال مسؤول أمريكي كبير قبيل زيارة بلينكن إن العلاقات الصينية الأمريكية اليوم "في وضع مختلف عما كانت عليه قبل عام عندما كانت في أدنى مستوياتها التاريخية".
وأضاف "نرى أيضا، وأظهرنا ذلك بوضوح، أن إدارة المنافسة بصورة مسؤولة لا تعني أن علينا التخلي عن اتخاذ تدابير لحماية مصالح الولايات المتحدة الوطنية".
ضغوط بشأن الدعم الصيني لموسكو
ويتباين تصميم إدارة بايدن على التعاون مع الصين، بشكل كبير مع الجهود المبذولة لعزل موسكو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.
وإن كانت بكين لا تمد موسكو مباشرة بأسلحة، إلا أن واشنطن اتهمتها في الأسابيع الأخيرة بتزويدها مواد وتكنولوجيات ذات استخدام مزدوج، يمكن أن تساعدها في جهودها لتوسيع إمكانياتها العسكرية، في أكبر عملية إعادة تسلّح تشهدها روسيا منذ الحقبة السوفياتية.
وقال بلينكن الجمعة في ختام اجتماع لمجموعة السبع في كابري في إيطاليا "إن كانت الصين تريد أن تقيم من جهة علاقات ودية مع أوروبا ودول أخرى، لا يمكنها من جهة أخرى أن تعزز ما يعتبر أكبر تهديد للأمن الأوروبي منذ نهاية الحرب الباردة".
وقبل أشهر قليلة من انتخابات رئاسية يتنافس فيها بايدن مع سلفه الجمهوري دونالد ترامب الذي اعتمد في عهده سياسة في غاية الشدة تجاه الصين، وجهت واشنطن انتقادات شديدة لبكين.
ففي مطلع نيسان/ أبريل، اتهم بايدن الصين باعتماد ممارسات تجارية "غير نزيهة" في ما يتعلق بالألمنيوم والصلب من خلال منح القطاعين دعما حكوميا سخيا، متعهدا فرض رسوم ضريبية مشددة على الواردات من هاتين المادتين.
وقبل التوجه إلى الصين، اتهم بلينكن مجددا بكين بارتكاب "إبادة جماعية" في حق أقلية الأويغور المسلمة، وهي اتهامات صدرت للمرة الأولى عن إدارة ترامب، وترفضها الصين.
وأشارت يون سون الباحثة في مركز ستيمسون في واشنطن إلى أن القادة الصينيين في ترقب قبل الانتخابات الأمريكية.
وقالت "يدرك الصينيون أنه من غير المرجح أن تحمل إدارة بايدن لهم أنباء جيدة على الصعيد التجاري، لأن هذا لا ينسجم مع البرنامج الانتخابي".
وأضافت أن الأولوية للقادة الصينيين هذه السنة هي "الحفاظ على استقرار العلاقات" مؤكدة "طالما أن لا وضوح بشأن الإدارة الجديدة، لا أظن أنهم يرون إستراتيجية أفضل". وكالات