يرى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، الثلاثاء، أن اتفاق الهدنة في قطاع غزة الآن في مرمى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وليس في ملعب حماس، في الوقت الذي يرى المحلل السياسي عامر السبايلة أن الكرة حاليا بملعب حماس.
ويعتقد البرغوثي أن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية أبدت مرونة وحرصا على وقف الدمار الجاري في قطاع غزة، ومن أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار شامل وكامل.
تستعد حركة حماس الثلاثاء؛ لتقديم ردّها على اقتراح بشأن اتفاق هدنة في قطاع غزة وإطلاق سراح محتجزين إسرائيليين في سياق المحادثات الجارية عبر الوسطاء بعد 7 أشهر على اندلاع الحرب على قطاع غزة.
وأضاف: "هناك تفاصيل كثيرة تذهب بهذا الاتفاق؛ ليصبح ليس مجرد هدنة، بل وقفا تاما لإطلاق النار، ولكن في داخل إسرائيل نتنياهو لا يريد أن تتم هذه الصفقة ويناور؛ لأنه يعرف أنه الآن أمام تحدٍ، وإذا قام بالموافقة على وقف إطلاق النار وتبادل للأسرى سيرضي عائلات الأسرى، ويرضي المعارضة الإسرائيلية، ولكن سيثير غضب حلفائه الأساسيين؛ وهم سموتريتش وبن غفير".
وأضاف أن نتنياهو يعلم أن عقد هذه الصفقة سيطيح بائتلافه على الأغلب؛ وبالتالي هو لا يريد أن يصل إلى هذه النقطة؛ لأنه يعرف أنه باللحظة التي سيتوقف فيها إطلاق النار، وتتوقف بها هذه الحرب العدوانية ستكون بداية نهايته السياسية، وسيحاسب على فشله في 7 أكتوبر، وفشله في هذه الحرب، وسيحاكم على 4 قضايا فساد.
ولفت إلى أن نتنياهو يحاول إطالة الأمر، ويناور ويحمل حركة حماس مسؤولية إفشال الصفقة، وهذا هدف كل تصريحاته واستفزازاته وقوله إنه مصمم على الدخول إلى رفح، ويحاول أن يستفز الجانب الفلسطيني كي يتخذ هو قرار بالرفض ويستغل ذلك لتبرير موقفه.
"نتنياهو اليوم أمام ضغط أميركي، وهو يحاول أن يناور، وأنا أتأمل أن يؤدي هذا الضغط إلى وقف هذا العدوان الإجرامي والبدء بعملية تبادل الأسرى" وفق البرغوثي.
وبالنسبة للميناء الأميركي، قال البرغوثي، إن هذا الميناء خطير؛ وهو مشروع أولا يحرر إسرائيل من الحاجة إلى تمرير المساعدات عبر الممرات البرية، وهي أجدى وأرخص، وأكثر فاعلية بكثير من الميناء أو حتى الإنزالات الجوية.
وتابع: "الميناء ينشئ تحت السيطرة والإشراف الإسرائيلي على الأرض، وهذا يمكن أن يفسر على أنه تكريس لبقاء الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة؛ والأمر الأخطر وهذا ما حذر منه الكثيرون أنه من الممكن أن يستخدم هذا الميناء للتهجير، تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؛ إما بالقوة أو طوعا؛ نتيجة تدمير البنية التحتية لقطاع غزة، لذلك هناك خطورة كبيرة من مشروع الميناء الذي ننظر له بحذر شديد وبشعور حقيقي بالخطر".
المحلل السياسي عامر السبايلة يرى أن الأمر حاليا تجاوز فكرة الهدنة؛ والحديث يجري عن صفقة؛ لأن الهدنة لم تعد بالنسبة للأميركي مهمة.
وأضاف أن الهدنة يجب أن تقود إلى صفقة والتحرك من أجل الصفقة هو الذي يدفع الولايات المتحدة للسعي لفكرة الهدنة.
وقال، إنه بعد 7 أكتوبر أصبح المشهد في الإقليم يجبر الولايات المتحدة على التعامل معه على أساس أنه لا بد من ترتيبه للوصول لصفقة إقليمية، لهذا أصبحت هناك فكرة لا يمكن انتقال الحديث عن سلام إقليمي في ظل وجود جبهات مفتوحة وأساسها غزة.
وتابع: "هذا يجعل الإدارة الأميركية اليوم تتحرك من أجل إنجاز إقليمي؛ لتقوم بخطوات على الأرض وتبدأ هذه الخطوات اليوم في البحث عن هدنة، وإيقاف لهذه الحرب، وتبقى نقطة الأساس في هذه الهدنة هو موضوع الأسرى".
ويعتقد السبايلة أن الولايات المتحدة تسعى في هذه المرحلة إلى أن تنجز هذه الصفقة، مضيفا أن الكرة في ملعب حماس اليوم، و"التكتيك الحمساوي" في موضوع الفيديوهات التي بثت في توقيت مهم وبالشخصيات خصوصا المحتجز الذي يحمل الجنسية الأميركية.
وأضاف: " هم (حماس) يعلمون تماما أهمية المحتجز بالنسبة للإدارة الأميركية؛ وأن هناك سعيا منذ البداية للحصول عليه، وعلى كل من يحمل الجنسية الأميركية".
منذ بداية الحرب، تمّ التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، سمحت بالإفراج عن قرابة 80 رهينة لدى حماس مقابل 240 أسيراً فلسطينياً لدى إسرائيل.