ذكر تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن إسرائيل تفكر بتنفيذ عملية عسكرية محفوفة بالمخاطر في رفح للقضاء على حركة حماس، حيث ستقع إصابات بين المدنيين، وستضر بسمعة إسرائيل الدولية.
وتقول الصحيفة إنه يتعيَّن على الجيش الإسرائيلي، بطريقة أو بأخرى، عدم إحداث الكثير من الضرر الذي يؤدي إلى تأجيج الغضب الدولي، ويزيد من إضعاف علاقة إسرائيل الحاسمة مع الولايات المتحدة، ويقتل بعض الرهائن الإسرائيليين الذين يعتقد أنهم محتجزون هناك، كما يتعيَّن عليه ألّا يفشل في هزيمة حماس ويعرّض جنوده للخطر.
ويرى تامير هايمان، المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب، أن تدمير وجود حماس في رفح له أهمية كبيرة، حيث تحتاج إسرائيل إلى إغلاق الحدود مع مصر من خلال تدمير الأنفاق تحت الأرض التي تقول إنها تسمح لحماس بتهريب الأسلحة، ويؤكد أنه إذا تركت حماس بمفردها هناك، فيمكنها إعادة بناء قدراتها العسكرية وأن تشكل مرة أخرى تهديدًا لإسرائيل.
وقال هايمان: "سيكون هذا هو الطريق الذي من الممكن أن تحاول حماس من خلاله استعادة قدرتها العسكرية في بقية قطاع غزة".
ولفتت الصحيفة إلى أن المفاوضات تجري من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إذ تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على الطرفين للتوصل إلى اتفاق، ومع ذلك، تظل النقطة الشائكة الرئيسة هي إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بحقها في القيام بعمل عسكري، بما في ذلك في رفح إذا لزم الأمر.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا سياسية لمواصلة العملية كوسيلة لتعزيز صورته والمطالبة بالنصر في الصراع، ومع ذلك، فإن التداعيات المحتملة على مكانة إسرائيل الدولية كبيرة، حيث حذَّرت الولايات المتحدة من أي عمل أحادي دون خطة قابلة للتطبيق لحماية المدنيين، وفق الصحيفة.
ويقول محللون إن تأخير العملية قد يسمح لحماس بتحصين دفاعاتها؛ ما يزيد من المخاطر التي يتعرض لها الجنود الإسرائيليون عندما تستمر العملية في نهاية المطاف، ومع ذلك، فإن التضاريس الحضرية المعقدة في رفح ووجود عدد كبير من السكان المدنيين يستلزم اتباع نهج دقيق وهادف لتقليل الأضرار الجانبية.
وقالت الصحيفة، إنه رغم الضرورة الإستراتيجية المتمثلة في تحييد حماس في رفح، فإن التكلفة البشرية المحتملة والتداعيات الدولية تؤكد الحاجة إلى المداولات الحذرة قبل اتخاذ أي عمل عسكري.
وختمت بالقول، إنه بينما تواجه إسرائيل أهدافًا عسكرية ملحة في رفح، لا يمكن التغاضي عن المخاطر التي يتعرَّض إليها المدنيون ومكانة إسرائيل الدولية، وأن أي قرار بالمضي قدمًا في العملية يجب أن يُوزن بعناية في ضوء هذه الاعتبارات.