تضاءلت احتمالات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، أمس، على ما يبدو، في ظل رفض إسرائيل مطلب حركة حماس وقف الحرب في غزة، حيث قال مسؤول مطلع على المحادثات إن «أحدث جولة من الوساطة في القاهرة على وشك الانهيار».
وتبادل الجانبان الاتهامات بالتسبب في الأزمة. وقال وفد «حماس» إنه غادر القاهرة بعد انتهاء المحادثات، وذلك للتشاور مع قيادة الحركة. لكن مصدرين أمنيين مصريين قالا إن الوفد يعتزم العودة غداً. وقال مسؤولون فلسطينيون إن وفد «حماس» تمسك بموقفه المتمثل في أن أي اتفاق يجب أن ينص صراحة على إنهاء الحرب.
ولم يتوجه مسؤولون من إسرائيل إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد مجدداً أمس، على هدف إسرائيل المعلن منذ بداية الحرب قبل ما يقرب من سبعة أشهر، وهو استعادة الأسرى ونزع سلاح حركة حماس وتفكيكها.
وقال نتانياهو إن إسرائيل مستعدة لوقف القتال في غزة مؤقتاً من أجل ضمان إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة، والذين يُعتقد بأن عددهم يتجاوز 130. وأضاف «لا تزال حماس مصرة على مواقفها المتشددة وعلى رأسها المطالبة بسحب جميع قواتنا من قطاع غزة وإنهاء الحرب وبقاؤها في السلطة... لا يمكن أن تقبل إسرائيل ذلك».
صفقة جدية
وفي بيان صدر بعد تعليقات نتانياهو بقليل، قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، إن الحركة «ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل ينهي العدوان ويضمن الانسحاب ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى».
وحمَل هنية نتانياهو مسؤولية «اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة».
وأكّد مسؤول كبير في «حماس» السبت أنّ الحركة «لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفاً دائماً للحرب».
وذكر مسؤول مطلع على محادثات الوساطة أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز توجه من القاهرة إلى الدوحة لعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء القطري، «بهدف ممارسة أقصى قدر من الضغط على إسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات».
قصف متبادل
ميدانياً، تعرضت مدينة غزة في شمال القطاع للقصف، وكذلك وسط القطاع وجنوبه، بما في ذلك مدينة رفح ومدينة خان يونس المجاورة. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مقتل أربعة عناصر من «حماس» بينهم ثلاثة من قوات النخبة اتهمهم بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر.
وأعلن الجناح المسلح لـ «حماس» أمس، مسؤوليته عن هجوم على موقع عسكري إسرائيلي قرب معبر كرم أبو سالم، أسفر عن خسائر بشرية في صفوف العسكريين الإسرائيليين. ونشر بياناً مرفقاً بفيديو للعملية. وكان الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق إن المعبر أغلق بسبب الهجوم، واعترف بمقتل 3 جنود في الهجوم.