وين تروح الناس؟ هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي طرحها سكان رفح بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين أنه أمر السكان بإخلاء الأطراف الشرقية لمنطقة رفح جنوب قطاع غزة تمهيدا لشن هجوم عسكري فيها.
لذا بدأ غزيون من سكان ونازحين بالمناطق التي طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها بالتحدث عن معاناة النزوح، خاصة أن هناك من نزح أكثر من مرة. وكتب جهاد حلس "هذه هي المرة الثامنة التي نستعد فيها للنزوح بعد تهديد إسرائيل باجتياح رفح، والمنطقة التي يريد الاحتلال أن نذهب إليها صحراء قاحلة لا يوجد بها ماء ولا صرف صحي ولا بنية تحتية ولا أدنى مقومات الحياة!!".
وروى الناشط يوسف أبو زريق -في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس- شهادة عائلة نزحت من رفح بالقول "بسأل عيلة نازحة بحكيلهم من وين جايين، بيحكولي من رفح بس أسمع قبل رفح نزحنا من مدينة غزة لمستشفى الشفاء بعدين للنصيرات بعدين للدير بعدين لخان يونس بعدين لرفح وهينا رجعنا على النصيرات"، ويعلق الناشط على شهادة السيدة بالقول "تخيل عزيزي حجم المعاناة والقهر والله بكيت لما مشوا بقلهم تفضلوا لعندي بيحكولي بكفيك اللي عندك والله يعينك".
وعلق مغردون على الحدث بالقول إن هذا الإخلاء يعني قتل أهالي غزة جوعا، والباقي بالاستهدافات، وأن حياة مليوني شخص في خطر شديد وكبير، والمنطقة المطلوب الذهاب إليها جزء منها مدمر بشكل كامل وملوثة، وتنتشر فيها الأمراض بسبب القمامة، ومليئة بالجثث المتحللة تحت الأنقاض، بسبب دخول الدبابات الإسرائيلية إليها في وقت سابق وتدميرها عن بكرة أبيها.
وأضاف الناشط "غزة على أبواب واحدة من أكبر الكوارث التي عرفها التاريخ، وأن ما مرت فيه غزة شيء والقادم شيء آخر".
ولفت مدونون الانتباه إلى أن المربعات التي أصدر بها أمر الإخلاء في رفح تحتوي على قرابة 250 ألف مواطن ما بين سكان ونازحين، وليس 100 ألف كما يدعي الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافوا أن المستشفى الوحيد في رفح هو مستشفى أبو يوسف النجار يقع من ضمن المناطق التي حددها الجيش الإسرائيلي في استهدافه هو مستشفى صغير لا يتسع لاستقبال 10 أشخاص في الوقت نفسه.
وانتشرت على منصات التواصل مقاطع فيديو وصور تظهر نزوح مجموعة من أهالي هذه المناطق في رفح إلى مناطق أخرى في غزة خوفا من الاستهداف الإسرائيلي، كما أظهرت لقطات أخرى قصف الاحتلال لمجموعة من المباني في رفح.
وكان الجيش الإسرائيلي طلب -في بيان- من السكان والنازحين بمنطقة بلدية الشوكة وأحياء السلام والجنينة وتبة زراع والبيوك الخروج فورا والتوجه نحو ما سماها "المنطقة الإنسانية الموسعة" في المواصي، وهي منطقة على الساحل تمتد بين رفح وخان يونس.