ترى صحيفة "معاريف" العبرية، أن هجوم رفح، جنوبي قطاع غزة، سيثير مشاكل دولية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن رفض الموافقة على الصفقة مع حركة حماس، وأصر على المضي قدمًا في العملية العسكرية، مؤكدة بأن كل ذلك يشكل نهاية طريق نتنياهو الذي سيدخل التاريخ على أنه أنزل بإسرائيل كارثة هي الأبشع منذ "الهولوكوست".
وحذَّرت الصحيفة، اليوم الأربعاء، من سيناريو اضطرار الجيش الإسرائيلي للبقاء لفترات طويلة في غزة، ومن ثم بدء مرحلة تشبه الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، متسائلة عن تأخر السيطرة على معبر رفح الذي يُعد "شريان الحياة الأهم لحماس".
ولفتت إلى أن نتنياهو ظل طوال الأشهر الماضية يردد مقولة أن الجيش سيدخل رفح، ومن ثم ترك انطباعات بأنه لا شيءَ سيتحقق سوى بدخول رفح، وأن الخطوة ستؤدي إلى تدمير حماس وإعادة الأسرى وتحقيق النصر المنشود.
أداء السنوار أفضل
وأشارت إلى أن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، الذي أعرب عن موافقته على مقترح الصفقة في اللحظات الأخيرة كان يدرك أن تل أبيب لن توقف العمليات.
ولكن السنوار أثار بموافقته تلك غضب العالم ضد إسرائيل، بعد أن أصبحت الأخيرة هي التي ترفض وقف إطلاق النار، بحسب الصحيفة.
وذهبت إلى أن السنوار يدرك أن رفح ستشعل التوتر بين حكومة نتنياهو وبين البيت الأبيض والقاهرة، وستخلق ضغطًا داخليًّا كبيرًا على الحكومة الإسرائيلية من جانب عائلات الأسرى.
ورأت أن أداء السنوار أفضل من أداء حكومة نتنياهو "الفاشلة وغير المسؤولة".
لحظة الحقيقة
وتعتقد "معاريف" أن عمليات رفح تقرّب حكومة نتنياهو من لحظة الحقيقة، بعد سبعة أشهر من الحرب، مشيرة إلى أن الهجوم أفرز أزمة دولية لإسرائيل.
وفي الوقت ذاته لم يظهر الأسرى بعدُ ولم يُقتل السنوار، فيما ينجح غالبية مقاتلي حماس في الانتقال إلى الشمال والوسط؛ ما يعني إمكانية اضطرار الجيش الإسرائيلي للسيطرة على القطاع بقوات كبرى، وفقًا للصحيفة.
ويشبه الوضع، كما تقول الصحيفة، حقبة احتلال لبنان، محذرة من ثمن فادح سيدفعه الجنود، وإمكانية استئناف القصف على المستوطنات مثلما كانت الحال قبل الـ 7 من أكتوبر.
وتوقعت تواصل الاشتعال على الجبهة الشمالية، وألا يتمكن عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين من العودة إلى المستوطنات.
ونبَّهت إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي سيدفع ثمنًا فادحًا بعد أن كان نموذجًا للازدهار والنجاح.
نهاية طريق نتنياهو
وتسببت سياسات نتنياهو، وفق الصحيفة، في أضرار دولية حادة، وتفاقم التظاهرات المناهضة لإسرائيل حول العالم، كما تدهور المشهد الداخلي إلى حالة من الشقاق لم يشهده المجتمع من قبل، محذرة من واقع "يعيد إسرائيل إلى حقبة تشبه حقبة التسعينيات من القرن الماضي".
وأوضحت أن السيناريو الآخر هو موافقة الحكومة على صفقة الأسرى بضغط أمريكي، وبالتالي وقف الحرب وسقوط تلك الحكومة، وفق تهديدات الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإتمار بن غفير، مع علمهما أنهما لن يعودا إلى مثل هذه المناصب مستقبلًا، كما تقول الصحيفة.