يتزامن تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن من الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة، مع دفع مجموعة الضغط المؤيدة لإسرائيل "أيباك"، الكونغرس إلى دعم العملية الإسرائيلية، بحسب موقع "ذا إنترسبت".
ووفقاً للموقع، فإنه "في مواجهة الشكوك المتزايدة في واشنطن حول الغزو الإسرائيلي لرفح، حيث لجأ حوالي 1.4 مليون نازح فلسطيني، أمضت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) هذا الأسبوع في الضغط على الكونغرس لدعم العملية".
وسلّط الموقع، الضوء على نقاط الحوار التي أرسلتها "أيباك" إلى مكاتب الكونغرس، وتجادل فيها بأن "غزو رفح هو السبيل الوحيد للقضاء على حماس، وأن إسرائيل ليس لديها خيار آخر".
ومنذ أكثر من أسبوع، يتحدث المسؤولون في واشنطن ضد خطة إسرائيل لاجتياح رفح، ويوم الأربعاء، قال الرئيس جو بايدن إن الولايات المتحدة ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة الثقيلة في حال مضت قدماً في خططها.
كما اعترف بايدن، بأن إسرائيل قتلت مدنيين بالقنابل الأمريكية.
وفي الأسبوع الماضي، كتب 57 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب الأمريكي إلى بايدن قائلين إن "اجتياح إسرائيل لرفح في الأيام المقبلة أمر غير مقبول على الإطلاق"، وحثوه على وقف شحنات الأسلحة.
واتخذت إدارة بايدن هذه الخطوة غير المسبوقة بوقف شحنة واحدة من الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل، وقالت وزارة الخارجية الأربعاء إن الإدارة "تراجع" شحنات الأسلحة الأخرى.
وتصف مذكرة "أيباك" الغزو بأنه "عملية محدودة تستهدف حماس"، وتشير إلى أن "إسرائيل تشجع المدنيين الفلسطينيين على الانتقال إلى مناطق إنسانية في الشمال".
وبحسب الموقع، انتشرت بالفعل صور مروعة لهذه "العملية المحدودة" مثل صبي محترق بشدة يرقد على نقالة بجانب والده المقطوع الرأس، وأطفال صغار مسحوقين تحت أنقاض منزلهم الذي تعرض للقصف، ومسعفون ينتشلون أشلاء الفلسطينيين.
وبالنسبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الجائعين والجرحى والمرضى الذين نزحوا مرارًا وتكرارًا خلال الأشهر السبعة الماضية، كان من المفترض أن تكون رفح الملاذ الآمن الأخير.
وفي رسائله إلى الكونغرس، يزعم اللوبي المؤيد لإسرائيل أيضًا أن "القوات الإسرائيلية اتخذت خطوات مهمة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين".
لكن القصف الإسرائيلي على رفح، الذي استمر لأشهر، يشير إلى صورة مختلفة.
وأدت غارتان جويتان إسرائيليتان في أواخر أبريل/نيسان إلى مقتل رجل وزوجته الحامل وطفلهما البالغ من العمر 3 سنوات، بالإضافة إلى 17 طفلاً آخر وامرأتين من عائلة ممتدة.
وقالت "أيباك" أيضًا، إن "استمرار الحرب في غزة ضروري فقط لأن حماس تواصل رفضها الاستسلام وتحرير الرهائن".
وكانت حركة "حماس" أعلنت موافقتها على صيغة هدنة تقدم بها الوسيطان المصري والقطري، قبل أن تبدأ إسرائيل هجومها على رفح.
ومع ذلك، فقد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي باجتياح رفح "باتفاق أو بدونه" بشأن الرهائن.