تساءلت وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأمريكية عن مدى قدرة سنغافورة، الدولة الأكثر ثراء في آسيا، على البقاء في القمة رغم كل التحديات والصعوبات التي تحيط بها من كل الجهات.
وبحسب الوكالة استطاعت سنغافورة، التي أستقلت منذ أقل من 60 عامًا، والدولة التي تعتبر أصغر مساحة من مدينة نيويورك، أن تتحول في سرعة قياسية من ميناء تجاري استعماري إلى أغنى دولة في آسيا.
وأشارت إلى أنها أصبحت واحدة من أغنى الدول في العالم بفضل مركزها التجاري والمالي الواقع على مفترق طرق التجارة العالمية، وبفضل تصميم شعبها وقياداتها التي تتميز بتحقيق البطولات عندما يتعلق الأمر بكسب المال.
وكانت سنغافورة منذ فترة طويلة المثال الرئيس لكيفية سعي البلدان الصغيرة إلى إيجاد طريق نحو النمو السريع والتنمية، وخاصة إذا كانت مواردها الطبيعية محدودة.
وكان جزء من نجاحها كمركز مالي هو لمستها التنظيمية الخفيفة ومعدلات الضرائب المنخفضة نسبيًّا على الشركات، وفق التقرير.
وذكر أنه في الآونة الأخيرة، سعت حكومة سنغافورة إلى تعزيز نموها من خلال جذب السكان الأثرياء، وأصولهم المالية، من خلال الكازينوهات والفنادق الفاخرة والحياة الليلية المصاحبة التي تجعل من الدولة المدينة وجهة مقصودة.
وعلى الرغم من أن سنغافورة تمكنت من تعزيز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أعلى بكثير من المملكة المتحدة وفرنسا وحتى الولايات المتحدة؛ لكن مع تولي رئيس وزراء جديد السلطة للمرة الأولى منذ 20 عاما، بدأت الغيوم تتشكل في الأفق.
والسؤال الآن بحسب "بلومبيرع" هو كيف تحافظ سنغافورة على سلسلة انتصاراتها؟
وقالت الوكالة إن رئيس الوزراء القادم، لورانس وونج، سيواجه تحديات كبيرة من أجل الحفاظ على مكانة البلاد باعتبارها قمة الثروة، وما قد يضع أمامه مهمة صعبة بحكم أن الأصعب من الوصول إلى القمة هو البقاء هناك.
ولفت التقرير إلى احتمالية أن تواجه سنغافورة صعوبات في المحافظة على الحريات المدنية التي ترتبط بقيود خاصة كانت تفرض سابقا، ومن الممكن أن لا تتماشى مع دولة أصبحت أكثر تنوعا وأقل استعدادا لقبول الوضع الراهن.
وأشار إلى أن تكاليف المعيشة آخذة في الارتفاع، والسنغافوريون يتقدمون في السن، ويشكل عدم المساواة في الدخل مشكلة أكبر.
وخلُص إلى أن تغيير رئيس الوزراء الأول منذ 20 عامًا لا محالة سيكون له تأثير، لكن يبقى الاختبار الأصعب للقيادة الجديدة والسنغافوريين أنفسهم من أجل المحافظة على ثراء بلادهم وعرشها المالي آسيويًّا.