طرح التقدم السريع للقوات الروسية في مقاطعة خاركيف تزامناً مع انهيار التحصينات الأوكرانية، تساؤلات عن مراحل ما بعد خاركيف في حال نجح الجيش الروسي بالسيطرة على كل المقاطعة التي تعتبر ثاني أكبر مقاطعة في أوكرانيا بعد كييف.
وفيما يرى خبراء. أن المرحلة التالية عسكريًا هي خيرسون التي تحتل المرتبة الثالثة من حيث المساحة بعد كييف وخاركيف، يرى آخرون أن سقوط خاركيف هي نهاية الحرب فعليًا، إذ إن سقوط باقي المناطق، التي تسيطر عليها أوكرانيا سيأتي "أوتوماتيكيا"، وهو ما يسمى بحسب الخبراء "نظرية الدومينو"، ليتبع ذلك "مفاوضات المنهزم" بالنسبة لأوكرانيا.
سقوط حتمي
ويستبعد الباحث في الشأن العسكري مكسيم توجولوكوف، "أن تكون معركة خاركيف سريعة، لكن سقوطها يبدو حتميا، ولن يستغرق ذلك أكثر من عام، وأن نظرية الدومينو سنراها في أوكرانيا قريبا".
وأوضح ، أنه "كما كان متوقعا بدأت كييف باستقدام ألوية من خيرسون للحفاظ على خاركيف وهو ما يريده الروس فلن تصمد هذه الألوية.
وفي المقابل ستضعف تحصينات الجبهة في خيرسون، وهو ما يريده الجيش الروسي لتحقيق الهدف التالي بعد خاركيف"
وأضاف الباحث توجولوكوف أن "ما يشي بأن السقوط سيكون سريعًا هو عدد البلدات، التي سيطرت عليها روسيا خلال 3 أيام، التي وصلت إلى 10 بلدات تقريبًا، والتي كانت تستغرق أشهرًا للسيطرة عليها".
ويدّل ذلك، وفقًا للباحث، "على أن الجيش الأوكراني بات منهكا فعلًا وسيكون الدخول إلى عمق خاركيف قريبا جدًا، لكن بسط السيطرة على كل المقاطعة يحتاج وقتاً، لأننا نتحدث عن مقاطعة كبيرة جدًا".
ورجح توجولوكوف أن "لا يتقدم الجيش الروسي باتجاه كييف (بعد السيطرة على كل تلك المقاطعات) لأن المفاوضات ستأتي بعد تحقيق أهداف العملية العسكرية على الصعيد الميداني، والمفاوضات ستحقق الأهداف السياسية لهذه العملية والتي تتلخص بتغيير نظام كييف وجعل أوكرانيا محايدة".
انهيار كلي
وحول رد الفعل الغربي في حال سقطت خاركيف يقول الباحث في الشؤون الأمنية والدولية سيرغي سوليانيك، إن الغرب "سيتعامل وفق المعطيات الميدانية"، مستبعدًا "تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بشكل مباشر بهذه الحرب عند وصول خاركيف إلى مرحلة انهيار كلي".
وأضاف ،ج أن "الرد المتوقع من الغرب هو إجبار كييف على التوجه إلى طاولة المفاوضات والتي ستكون ثنائية بين روسيا والغرب وبحضور أوكراني للتنفيذ ليس إلا فالطرف الأوكراني سيكون مهزومًا ولا يحق له إبداء الرأي".
وأكد سوليانيك أن "المعركة في خاركيف حاسمة بكل المقاييس، فهي ستقرر شكل السياسة التي سيتبعها الغرب فاذا نجح الأوكرانيون في صد الهجوم سيتغير تعاطي الغرب، وإذا لم ينجحوا، وهو المتوقع حدوثه، سيكون هناك خياران أمام الغرب: إما الدخول في الحرب بشكل مباشر أو الذهاب للتفاوض، وهذا الخيار هو الأكثر واقعية باعتقادي".
وأشار سوليانيك إلى أن "ما تعيشه أوكرانيا اليوم هو نتاج سياسة أمريكية وأوروبية فاشلة بالتعاطي مع هذا الملف والخاسر الأكبر أوكرانيا وشعبها، فقد استغلهم الغرب حتى آخر نفس، والمرحلة الجديدة ما بعد انتهاء هذه الحرب كليا هي بداية إعادة تطبيع العلاقات الغربية مع روسيا، فلا يمكن الاستمرار بهذه الطريقة إلى الأبد، فالعالم لم يعد يتحمل المزيد من الأزمات الاقتصادية والغذائية، التي بدأت منذ عام 2022".