يصادف اليوم الخامس عشر من أيار الذكرى 76 لنكبة فلسطين، والتي شهدت تحول أكثر من نصف سكان فلسطين إلى لاجئين.
وتأتي ذكرى النكبة هذا العام، بينما يتواصل العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ222 على التوالي، والذي أدى، بحسب حصيلة غير نهائية، إلى استشهاد 35173، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى إصابة 79061 مواطنا، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وتقام فعاليات ذكرى النكبة هذا العام تحت شعار: "رغم الإبادة باقون، ورغم التهجير عائدون".
وسيطر الاحتلال الذي أعلن قيام دولته في مثل هذا اليوم قبل 76 عاما، على 78% من مساحة فلسطين التاريخية (27000 كيلو متر مربع)، وذلك بدعم من الاستعمار البريطاني تنفيذا لوعد بلفور المزعوم عام 1917 وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، والدور الاستعماري في اتخاذ قرار التقسيم، (قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، الذي عملت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا على استصداره)، ثم جاءت النكسة وتوسع الاستعمار والتهجير، وسيطر الاحتلال على أكثر من 85% من مساحة فلسطين.
جهاز الإحصاء الفلسطيني أشار في وقت سابق إلى أن إن عدد الفلسطينيين في فلسطين وخارجها تضاعف نحو 10 مرات منذ نكبة عام 1948.
وأضاف الجهاز "على الرغم من تهجير نحو مليون فلسطيني في العام 1948 وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب (يونيو) حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم 14.63 مليون نسمة في نهاية العام 2023".
وأضاف "يقيم 5.55 مليون منهم فـي دولة فلسطين، وحوالي 1.75 مليون فلسطيني في أراضي 1948، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6.56 مليون فلسطيني، وحوالي 772 ألفا في الدول الأجنبية".
وتابع الجهاز في بيانه "وبذلك بلغ عدد الفلسطينيين في فلسطين حوالي 7.3 مليون فلسطيني في حين يقدر عدد اليهود نحو 7.2 مليون مع نهاية العام 2023، مما يعني أن عدد الفلسطينيين يزيد عن عدد اليهود في فلسطين التاريخية".
وتحت عنوان "يوم استقلالكم، يوم نكبتنا"، شارك الآلاف من عرب 1948 الثلاثاء، في مسيرة في ذكرى النكبة وقد جاؤوا من قرى عربية عدة داخل الأراضي المحتلة 1948 الى قريتي الكساير والهوشة اللتين دمّرتا في حرب العام 1948.
قبل أن ينطلق من مدينة شفاعمرو للمشاركة في المسيرة، قال عبد الرحمن الصباح (86 عاما) المتحدّر من الكساير شرق مدينة حيفا،، "كنت لا أزال في سن التسع سنوات عندما تهجّرنا الى شفا عمرو. وكنت أتسلّل الى قريتنا مع والدتي بعدما احتلّها الجيش (الاحتلال) الإسرائيلي، لنأتي بفرش وأغراض من منزلنا".
لكن منازل القرية دُمّرت في ما بعد على أيدي قوات الهاغانا (منظمة عسكرية تأسست خلال الانتداب البريطاني) التي احتلّت القرية في نيسان/أبريل 1948، وفق ما يروي الفلسطينيون ووثائق تاريخية.
ويقول عبد الرحمن وقد امتلأت عيناه بالدموع، وهو يحمل صورة والده ووالدته "جيش(الاحتلال) الإسرائيلي نسف قريتنا وقرية الهوشة حتى لا نعود اليهما وزرع الألغام.لكننا ظللنا لفترة طويلة نأتي الى هنا، أنا وأمي ومجموعات من القرية، لأنه كان موسم الحصاد ونريد أن نعيش وأن ناكل. كان والدي حينها سجينا لدى الإسرائيلين".
وروى أنه في إحدى هذه الزيارات "السرية"، "انفجر لغم بأحد الأطفال بينما كان يحاول قطف ثمرة رمان".
وأشار الى أنه تعرّض للاعتقال عندما كان صغيرا. وتابع "جميع أعمامي هاجروا الى لبنان. بقي والدي فقط هنا، وبقينا معه".
الشهداء
وبشأن أعداد الشهداء من 76 عاما، قال بيان الاحصاء الفلسطيني: "بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) أكثر من 134 ألف شهيد"،
وتابع "بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى 30 أبريل 2024 حوالي 46500 شهيد، كما أن هناك نحو 35 ألف شهيد خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من (أكتوبر) تشرين أول 2023 وحتى السابع من مايو 2024".
وأفاد البيان بأن من بين الضحايا في غزة "أكثر من 14873 طفلا و9801 امرأة، إلى جانب أكثر من 141 صحفي، فيما يعتبر أكثر من 7000 مواطن في عداد المفقودين معظمهم من النساء والأطفال، وذلك وفقا لسجلات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة".
وأضاف البيان "أما بخصوص الضفة الغربية فقد ارتقى فيها 492 شهيدا منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين أول 2023".