لم تكد تمر ساعات على تحذير مصري بـ"الانسحاب الكامل من الوساطة التي يقوم بها في الصراع الحالي بغزة"، حتى سارعت الولايات المتحدة عبر سفيرتها بالقاهرة، هيرو مصطفى إلى بث رسائل ود تبرز الدور المصري وأهميته.
الرسائل جاءت خلال احتفال السفارة الأمريكية بعيد الاستقلال الـ248 هذا العام والذي يمثل احتفالا بالصداقة والشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، وردت بطريقة غير مباشرة على ما أثارته مصر.
وكان ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، حذر من أن "مواصلة محاولات التشكيك والإساءة لجهود وأدوار الوساطة المصري، بادعاءات مفارقة للواقع، لن يؤدي إلا لمزيد من تعقيد الأوضاع في غزة والمنطقة كلها، وسيدفع مصر للانسحاب من المفاوضات بشكل كامل".
سفيرة أمريكا بالقاهرة أكّدت على دور مصر المحوري في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة
وشددت في كلمتها، على عمق الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر، واصفةً إياها بـ"الشراكة التي لا غنى عنها"، والتي تمتدّ من غزة إلى السودان إلى ليبيا.
وأكّدت السفيرة على أنّ تحقيق السلام في الشرق الأوسط يتطلب مشاركة وتعاون جميع الشركاء الإقليميين، وعلى رأسهم مصر.
وأشارت إلى أنّ الشراكة بين البلدين تمتدّ إلى ما وراء المجال السياسي، لتشمل مجالات حيوية مثل التعليم والاقتصاد والرعاية الصحية وحماية البيئة.
التنمية البشرية
وشدّدت السفيرة على أهمية الاستثمار في تنمية القدرات البشرية، في مصر، وأعلنت عن تخصيص 600 مليون دولار من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لدعم التعليم في مصر، وهو أكبر برنامج أمريكي للتعليم العالي في العالم.
وأكّدت على التزامها بدعم برامج التبادل والمنح الدراسية وتدريب اللغة الإنجليزية للشباب المصري.
ودعت إلى تشجيع المزيد من الطلاب المصريين على الدراسة في الولايات المتحدة، وتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.
الشراكة الأمنية
وفي هذا الإطار أكّدت السفيرة على متانة الشراكة الأمنية بين البلدين، والتي تقوم على الاحترام المتبادل والثقة والتعاون.
وأشارت إلى استضافة الولايات المتحدة ومصر معًا لأكبر نسخة من تدريب النجم الساطع، وهو مناورة عسكرية متعددة الأطراف تُعدّ أقدم مناورة من نوعها في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتقام المناورات كل عامين، وتضم 34 دولة مشاركة، وقد جرت لأول مرة في عام 1980، وهي شهادة مثالية على شراكتنا في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
تحذير مصري
وكانت مصر نفت ادعاءات بعرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وأبدت استغرابها، عبر رشوان، من محاولات بعض الأطراف الإساءة للجهود الهائلة التي بذلتها - ولا تزال - على مدار الأشهر الماضية في محاولة للتوصل لوقف إطلاق النار بالقطاع، لمنع قتل وجرح مئات المدنيين الأبرياء يوميا والتدمير الممنهج لكل مظاهر الحياة في القطاع.
وأضاف رشوان أن ممارسة مصر لدور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين بالقطاع والأسرى بإسرائيل، تم بناء على مطالبات وإلحاح متكررين من إسرائيل والولايات المتحدة للقيام بهذا الدور.
وشدد على أن ذلك "جاء نتيجة لإدراكهم مدى الخبرة والحرفية المصرية في إدارة مثل هذه المفاوضات، خاصة أن لمصر تجارب سابقة ناجحة متعددة، بين إسرائيل وحركة حماس".
ما هو عيد الاستقلال؟
هو ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال في عام 1776، والتي أعلنت فيها الولايات المتحدة الأمريكية انفصالها عن الإمبراطورية البريطانية، ويحتفل به الأمريكيون في الرابع من يوليو/تموز كل عام، لكن السفارات أقامت الاحتفال هذا العام قبل يومه المقرر.
ويُعدّ عيد الاستقلال من أهمّ الأعياد الوطنية في الولايات المتحدة، حيث يُمثل انتصارًا للحرية والديمقراطية على الاستعمار. ويحتفل الأمريكيون بهذا اليوم من خلال عروض الألعاب النارية والحفلات الموسيقية والنزهات العائلية، وتناول الأطباق التقليدية.
ويُعدّ عيد الاستقلال فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية والتأكيد على أهمية التنوع والاندماج في المجتمع الأمريكي.