تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية معلومات متباينة حول الحرائق التي شهدتها المناطق الشمالية، وسط تقديرات مبدئية بتسببها بخسائر فادحة، وذكر زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان، أن 180 منزلا في بلدة المطلة، على بعد 6 كيلومترات من حدود لبنان، تعرضت للدمار.
ولم يتكشف بعد حجم الخسائر الإسرائيلية التي نجمت عن سلسلة الحرائق شمالي البلاد، التي اندلعت في قرابة 15 بؤرة بالجليل الأعلى والجولان.
وكان الجيش الإسرائيلي قد ذكر في بيان فجر الثلاثاء، أنه جرت السيطرة على الحرائق التي اجتاحت شمالي إسرائيل، بعد إطلاق صواريخ ومسيرات من جنوب لبنان، وأن الخطر تبدد في هذه المرحلة بعد ساعات من المحاولات.
صحيفة "معاريف" العبرية قالت إن التقديرات الأولية تؤشر إلى أن النيران أتت على مساحة تصل إلى 4 آلاف دونم.
ومن جهتها نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" خريطة توضح البؤر الأساسية التي اندلعت فيها الحرائق وهي 11 بؤرة رئيسة، وفق ما ورد في الخريطة، إلا أن هناك بؤرًا أخرى فرعية توضح أن النيران اشتعلت في 15 منطقة تقريبًا.
إلى ذلك، ذكر زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان في حديث لصحيفة "معاريف" هذا الصباح، أن 180 منزلا في بلدة المطلة، على بعد 6 كيلومترات من حدود لبنان، تعرضت للدمار.
ومن جانبه، أكد مراسل "يديعوت أحرونوت" في الجليل، عبر حسابه على منصة (إكس)، أن غالبية مستوطنات الشمال شهدت انقطاع الاتصالات الثابتة وشبكة الإنترنت وتضرر شبكات الهواتف النقالة.
مناطق حساسة
واستدعت الحرائق التي ضربت مستوطنة "كريات شمونة" مشاركة 13 طاقم إطفاء، مع الإشارة إلى أن هذه المستوطنة أخليت من السكان منذ 8 أشهر، عدا بعض المنازل التي فضل قاطنوها البقاء، إلا أنهم تلقوا أوامر بالخروج إلى مناطق مفتوحة.
وتسببت الحرائق بإصابة 6 من عناصر طاقم الإطفاء، ولم ترد أنباء عن وقوع وفيات حتى الآن.
وهناك مناطق حساسة اقتربت منها النيران، لكن فرق الإطفاء، سيطرت عليها، منها المدرسة الدينية في مستوطنة كريات شمونة، والقاعدة العسكرية في منطقة "عميعاد"، والقاعدة العسكرية في الجليل الأعلى في منطقة "مرغليوت".
ومن بين أسباب تأخر مشاركة طائرات الإطفاء التابعة للشرطة أو الجيش المخاوف من سقوطها في كمين لميليشيا حزب الله، وإمكانية تعرضها لهجوم صاروخي بصواريخ أرض-جو.
مع ذلك فإن الساعات الأخيرة شهدت الدفع بأربع طائرات إطفاء ساعدت أطقم الإطفاء على الأرض.
أسباب مختلفة
وفي الحديث عن تفاصيل الحرائق، أوردت مصادر إسرائيلية أسبابا مختلفة بين حريق وآخر.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن التحقيقات الأولية ترجح أن الحرائق التي ضربت مستوطنة "كريات شمونة" نجمت عن سقوط صاروخ أطلقته ميليشيا حزب الله.
كما نجم حريق مستوطنة "كيرين نفتالي" شمالي الصفد، عن طائرة مسيرة أطلقتها ميليشيا حزب الله.
في المقابل، فإن الحرائق التي ضربت مستوطنة "عميعاد" مجهولة المصدر، وفق موقع "كول حاي" العبري.
ووقعت حرائق مستوطنة "ميفو حماة" جراء طائرة مسيرة أطلقتها ميليشيا حزب الله، كما اندلع حريق منطقة "تل الساقي" جراء اعتراض صاروخ للميليشيا وسقوط شظاياه في الموقع.
وطالت النيران التي اندلعت في "كريات شمونة" مستوطنة "جلعاد"، بينما تحوم الشكوك بأن حريق الصفد مفتعل، وفق ما أورده الموقع.
واندلعت النيران في مستوطنة "عيمك يزرعئيل" جراء سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي، وليس جراء هجوم من ميليشيا حزب الله.
انتقادات للجيش والحكومة
وكشف موقع "واللا" العبري أن الجيش الإسرائيلي يمنع أطقم الإطفاء منذ أسابيع، من المشاركة في إخماد الحرائق الدورية التي تندلع من حين إلى آخر جراء هجمات ميليشيا حزب الله.
وأكد أن الأوامر الصادرة لطواقم الإطفاء هي أنه "طالما أن الحرائق لا تشكل خطرًا على حياة الأشخاص، فلتحترق"، وفق الموقع.
وشن الموقع هجومًا حادًا على الجيش والحكومة على هذه الخلفية، وقال إنهما يعدان المناطق الشمالية منطقة عمليات عسكرية، ولا يكترثان بأن تحترق، وأن هدفهما الأساس هو قطاع غزة، ومن ثم تتبع الحكومة والجيش سياسة "استيعاب هجمات ميليشيا حزب الله". وكالات