قال رؤساء جامعات إن التقدم النوعي الذي حققته الجامعات الأردنية في التصنيفات العالمية يعد مؤشرا واضحا على سلامة المخرجات التعليمية وجودتها وتميزها ويعكس مواكبتها للتطورات العالمية والمحلية والإقليمية.
وبينوا في أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن دخول جامعاتنا وبمرتبة متقدمة في تصنيف (QS) لعام 2025 الذي يعد افضل تصنيف عالمي، يجسد الاهتمام والسعي نحو تطوير منظومة التعليم العالي الأردنية والارتقاء بالسمعة الأكاديمية للجامعات وقدرتها على استقطاب الكفاءات العلمية.
ويستند تصنيف الجامعات (QS) الى عدة معايير تقييمية من بينها السمعة الأكاديمية للجامعة ومدى تأثيرها في البحث العلمي، وقياس عدد الاستشهادات بالبحوث التي نشرتها وتوظيف الخريجين ونسبة حصولهم على مراكز قيادية على المستويين المحلي والخارجي، وقدرتها على استقطاب الطلبة الدوليين وتحقيقها لمؤشرات التنمية المستدامة.
ويهدف التصنيف إلى تحديد الجامعات ذات المستويات التي ترقى من خلال أدائها الوطني ورسالتها المحلية في مجتمعاتها إلى بلوغ مستوى عالمي ومقارنتها وتحديد مرتبتها ضمن ارقى الجامعات العالمية ، وتساعد الراغبين في اختيار وجهتهم الدراسية من الطلبة على اختيار الجامعة وفقا لهذا التصنيف.
وحققت الجامعة الأردنية قفزة نوعية وكبيرة على هذا التصنيف حيث احتلت المركز 368 على مستوى العالم وهو تصنيف لم يسبق للجامعات الأردنية تحقيقه سابقا، ويعد انجازا علميا كبيرا للتعليم العالي الأردني، وتابعت جامعة العلوم والتكنولوجيا ايضا تقدمها على التصنيف حيث حصلت على المركز 501 إلى الترتيب 600 واقتربت من دخول افضل 500 جامعة عالمية، وجاءت اليرموك ضمن افضل 1000جامعة عالمية بعد أن حصلت على المركز 950 إلى 1000 وجامعة الأميرة سمية في الترتيب 900 إلى 950 وجاء في التصنيف 1000 إلى 1200 جامعتا الهاشمية ومؤتة وجامعة
وفي المرتبة 1200 إلى 1400 جاءت البلقاء التطبيقية.
واللافت ايضا دخول الجامعات الخاصة بمراكز متقدمة على هذا التصنيف حيث حصلت جامعة عمان الأهلية على المرتبة 800 إلى 850 عالميا وجاءت العلوم التطبيقية في المرتبة من 850 إلى 900 من بين آلاف الجامعات التي تنافست على تحقيق مراكز متقدمة في هذا التصنيف. والجامعة الألمانية في الترتيب 900 إلى 950 .
وقال رئيس الجامعة الأردنية بالوكالة ونائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية الدكتور زياد حوامدة، إن هذا الإنجاز يعكس وبصورة واضحة الجهود المضاعفة التي بذلتها الجامعة طيلة الفترة الماضية وقدرة الجامعات الأردنية على موازاة الجامعات العالمية في مؤشرات التقدم والتميز وإبراز الإمكانات الهائلة للقطاع الأكاديمي الأردني.
وأضاف، الجامعة الأردنية تعد أم الجامعات الأردنية وذلك يشكل تحديا كبيرا أمامها نحو التقدم والرقي والتميز في كافة المجالات وبشكل متواز يضمن التقدم والسير بخطى ثابتة نحو العالمية ويصنع المكانة المرموقة التي تليق بالتعليم الأردني واهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله بهذا القطاع ودعمهما المستمر للتعليم والتعليم العالي الأردني .
وأكد حرص الجامعة هلى الحفاظ على هذا المنجز والبناء عليه ومواكبة برامجها لجميع المتغيرات والتطورات العالمية والأقليمية والمحلية وفتح الشراكات مع مختلف القطاعات لاسيما قطاع الأعمال والصناعة ومواءمة الخطط الدراسية والمخرجات مع سوق العمل على المستوى المحلي والخارجي.
واعتبرت رئيسة جامعة العلوم التطبيقية الدكتورة سميحة الجراح دخول الجامعات الأردنية في التصنيفات العالمية ضرورياً لمواكبة المجريات العالمية المتسارعة وتطوير ادائها بشكل عام والتشاركية مع قطاع الأعمال والتركيز على المخرجات والاستشهادات البحثية والتعاون الدولي.
وأكدت أهمية وجود جامعات أردنية حكومية وخاصة ضمن هذه التصنيفات العالمية التي تعد دافعا نحو تطوير التعليم والتعلم، ومواكبة متطلبات الاعتمادات الدولية أسوة بالجامعات العالمية، مشيرة إلى أن جامعة العلوم التطبيقية تسعى وبشكل جاد لتجويد نوعية الخريجين من خلال متابتعهم والآرتقاء بسمعتهم الأكاديمية، حيث استطاع عدد منهم تبوء مناصب قيادية ساهمت في حصول الجامعة على هذا الترتيب العالمي.
وربطت الجراح بين هذه التصنيفات والارتقاء بالسمعة الأكاديمية للجامعات الأردنية التي تعد من أهم المقومات لاستقطاب الطلبة الاجانب، وتدل على النوعية المميزة للهيئة التدريسية وتوفير البيئةالتعليمية والتكنولوجيا الحديثة في التعليم، وقدرة الجامعات على اتباع نهج خاص في سياسة الأبتعاث إلى اقوى الجامعات العالمية من حيث التصنيف وزيادة الاتفاقيات الأكاديمية داخل المملكة وخارجها وتبادل الخبرات على مستوى الطلبة وأعضاء هيئة التدريس .
وأكدت أن هذا المنجز الكبير الذي يسجل لقطاع التعليم في المملكة ويجسد أهتمام الدولة بهذا القطاع، يتطلب المتابعة والتركيز على مؤشرات تحسين الأداء ودراسة احتياجات اسواق العمل الداخلية والخارجية وتعميق الشراكات مع الجامعات والشركات لتبقى جامعاتنا الأردنية في مقدمة التطور والحداثة.
من جانبه قال رئيس جامعة البترا الدكتور رامي عبد الرحيم إن القوى البشرية التي خرجت من الجامعات الأردنية على مدى عقود خلت تعتبر الأكثر تأثيرا على مستوى المنطقة واثبتت قدرتها على الأبتكار وريادة الأعمال على المستوى الاقليمي والعالمي ما يثبت سلامة المخرجات التعلمية وقدرة المؤسسات التعليمية على مواكبة التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي وغيرها من المتغيرات الي طرأت على قطاع التعليم بشكل عام .
وبين أن الخطط الاستراتيجية المبنية على أسس علمية ورؤية واضحة تسهم في مواصلة تقدم الجامعات الأردنية على التصنيفات العالمية التي اصبحت احد ابرز المعايير لمتانة المؤسسات التعليمية وقوة برامجها وخططها الدراسية وكفاءة اعضاء هيئاتها التدريسية وجودة مخرجاتها ومدى دعمها للبحث العلمي والباحثين.
وأضاف، إن تقدم جامعاتنا بمؤشرات التنصيفات العالمية له ابعاد اقتصادية وطنية من خلال استقطاب الطلبة الدوليين واستثمار نتائج الدراسات والأبحاث في إنشاء المشاريع الاستثمارية والتعاون مع القطاعي الخاص والعام في تحديد الأوليات وربطها بأهداف الجامعة ومخرجاتها والحاجة السوقية للمهن والوظائف، وتعد هذه التصنيفات خارطة طريق ترشد الجامعات إلى مسارات التفوق والتميز والأبداع.
وإكد عبد الرحيم عظمة هذا الأنجاز المقدر للدولة الأردنية التي تسعى وبشكل جاد وممنهج للوصل إلى تنمية مستدامة وتحقيق الرؤى الملكية في الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأن سلامة التعليم والنهوض به يعد داعما اساسيا لهذه الرؤى.