قد تجد المملكة المتحدة نفسها ملزمة قانونيًا وأخلاقيًا باحتجاز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا مرّ في مجالها الجوّي عندما يسافر إلى العاصمة الأمريكية واشنطن شهر تموز/يوليو المقبل، بحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو سيتلقى نصيحة بتجنب المجال الجوي والمطارات البريطانية، باعتبارها أحد الأطراف المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية.
وبينت أن ذلك يأتي في ظل سعي مدعي عام المحكمة الدولية إلى الحصول على مذكرة اعتقال بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وأعربت الصحيفة عن أسفها من أن احتمال إبعاد نتنياهو مكبلًا بالأصفاد لا يزال بعيدًا، مبينة أنه ربما يكون من المبالغة أن نأمل أن يحاول كير ستارمر، بصفته رئيس وزراء بريطانيا الجديد حينذاك، اعتراض "هذا الهارب من العدالة".
وذكرت أن ستارمر في بيانه الانتخابي، أعلن أن حزب العمال بقوة المحكمة الجنائية الدولية، التي تعتمد على الدول الأعضاء في تنفيذ الاعتقالات، فيما ينتهك نتنياهو الأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية بوقف عمليات الجيش في رفح.
ونوهت إلى أنه عندما يتعلق الأمر بغزة، هناك حدود عملية واضحة لإخلاص حزب العمال لتحقيق العدالة للفلسطينيين، على الرغم من الأدلة الدامغة على الإجرام والكشف عن محاولات وكالات التجسس الإسرائيلية تقويض المحكمة الجنائية الدولية.
وأكدت الصحيفة أن المعايير البريطانية المزدوجة، ناهيك عن النفاق، فيما يتصل بالسلوك الفظيع، الذي ترتكبه القيادة الإسرائيلية لا يقارن بسلوك الكونغرس الأمريكي، والسبب وراء سفر نتنياهو قريبًا هو دعوته لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب في الـ24 من شهر يوليو/تموز المُقبل.
وأوضحت أن دعوة نتنياهو تأتي بفضل الجمهوريين اليمينيين المتشددين المؤيدين للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والذين يعتبرون نتنياهو عضوًا فخريًا في طائفتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك الأمر مزعج بالنسبة للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، الذي هرع إلى القدس بعد هجوم الـ7 من أكتوبر، ووضع ذراعه حول كتف نتنياهو، ووعد بتقديم الدعم بسخاء.
وبينت أن بايدن يدفع ثمنًا باهظًا في عام الانتخابات بسبب عرضه غير الحكيم لتضامن لا جدال فيه مع إسرائيل، حيثُ يشعر الناخبون الشباب بالفزع إزاء المذبحة التي تحدث في غزة، والتي نجم معظمها عن القنابل التي زودتها بها الولايات المتحدة.
وتحدثت الصحيفة عن ممارسات يقودها الزعيم الإسرائيلي من أجل عرقلة جهود السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ويدخل في صراعات مع من يحسن إليه ويتبرع له.
وهاجم نتنياهو بايدن الأسبوع الماضي بسبب امتناعه المفترض عن تزويد اسرائيل بشحنات الأسلحة بينما كان يصور نفسه على أنه ونستون تشرشل في العصر الحديث، ويطالب "بالأدوات اللازمة لإنهاء المهمة".
وكان البيت الأبيض غاضبًا، لكن الولايات المتحدة لم تمتنع سوى عن تزويد إسرائيل بقنابل ذات التأثير واسع النطاق التي تزن 2000 رطل، والتي تقتل بشكل عشوائي، بحسب ما أوردت الصحيفة.
ولفتت إلى أن واشنطن تشعر بقلق متزايد من أن نتنياهو، الذي أصبح أكثر اعتمادًا من أي وقت مضى على المتطرفين العنصريين والصهاينة المتدينين بعد انهيار حكومة الوحدة الوطنية، يستعد لخوض معركة لا شيء محظور فيها مع حزب الله بعد أشهر من المناوشات.
ويشارك كثيرون في إسرائيل الولايات المتحدة مخاوفها، ويتهمون رئيس الوزراء بإطالة حرب غزة من أجل البقاء في السلطة وخارج السجن، إذ إنه يواجه اتهامات جنائية محلية بالإضافة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأن غزو لبنان سيكون خطوة منطقية تالية في هذا "التقدم المجنون"، بحسب الصحيفة.
وبينما كان مبعوث بايدن الخاص في بيروت والقدس يحاول منع التصعيد، كان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يحذر من أن خطط جيش الدفاع الإسرائيلي لشن حرب واسعة النطاق ضد حزب الله قد اكتملت وأن القرار "قريب جدًا".
وتعهد كاتس بأن قوات حزب الله، رغم أنها أكثر عددًا وأفضل تسليحًا من حماس، "سوف يتم تدميرها وسيتعرض لبنان لضربة قاسية"، وهذا هو نفس النوع من الوعود غير الواقعية بشكل خطير التي تم تقديمها قبل حملة غزة.
وإذا حدث تكرار لغزو لبنان في عامي 2006 و1982، فمن المؤكد وقوع خسائر فادحة ومعاناة في صفوف المدنيين، وفقًا للصحيفة البريطانية.
وأضافت أنه كثيرًا ما يقال إن حزب الله، على الرغم من هجماته الصاروخية المكثفة على شمال إسرائيل الأسبوع الماضي، إلا أنه لا يسعى إلى صراع شامل، وكذلك راعيته إيران.
وأصدر حسن نصر الله تهديدات خطيرة الأسبوع الماضي، بحسب الصحيفة، التي اعتبرت أنه مثل نتنياهو، يفتقر إلى خطة لإنهاء العنف ورؤية استراتيجية لمستقبل ما بعد الحرب، فيما ينشغل رؤساؤه في طهران باختيار رئيس جديد.