أثار حديث الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خلال مناظرة مع منافسه الديمقراطي الرئيس جو بايدن، فزع الفلسطينيين، بعد قوله إن إسرائيل يحق لها أن تفعل ما تريد.
ويشعر الفلسطينيون، خصوصا المقيمين في قطاع غزة، أن مجيء دونالد ترامب للبيت الأبيض سيكون عاملًا داعمًا لاستمرار الحرب على المدنيين.
وذهب أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا نادر الغول في قراءته إلى أن "تصريحات ترامب منسجمة مع مواقفه المسبقة، والمختلف فيها هي أنها أكثر صراحة من تصريحات إدارة بايدن".
وقال الغول إن "ترامب بالمناسبة حتى وإن كانت تصريحاته بضرورة إنهاء حماس وإتمام العملية العسكرية في غزة، لا تحدث إلا بالدعم المالي اللامحدود، وهذا من وجهة نظر رجل الأعمال يجب أن يكون بثمن على الصعيد السياسي بقدرته على بسط حلوله على الطاولة، وإتمام صفقة القرن التي جاء بها في حقبته الرئاسية الأولى، وحالت خسارته في الحقبة الثانية من دون إتمامها".
ولفت إلى أن "فكرة عودة ترامب للرئاسة يجب أن تخيف الأمريكان والعالم كله، وليس فقط الفلسطينيين، بيد أن المخيف فلسطينيًا هو مساومة الثرية الإسرائيلية الأمريكية مريم أديلسون لترامب في موضوع ضم الضفة الغربية، الذي أكد عليه الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، مقابل تبرعات لحملته الانتخابية".
وقال أستاذ العلوم السياسية إن نتنياهو اعتقد أن ترامب سيقول للإسرائيليين أنهوا الحرب؛ لأنه غير معني بقضايا تشكل له صداعا مستمرا.
ووفق الغول، فإن "نتنياهو يرى بأن ترامب هو الخيار المفضل، لكنه سيندم لاحقًا على هذا الخيار ولا أفترض أن أي رئيس سيقدم لإسرائيل ما قدمه بايدن، لا سيما أنه وجد نفسه بين المطرقة والسندان، مطرقة حجم أحداث السابع من أكتوبر من جهة، وسندان المزايدة من قبل ترامب والحزب الجمهوري من جهة أخرى".
من جهته، قال الخبير في الشأن السياسي الدولي رائد نجم إن "تصريحات ترامب المقتضبة حول الحرب على غزة أثارت الرعب بين أوساط المواطنين قبل أن تثير القلق لدى المسؤولين، لا سيما أن عودة الحرب من دون أي أفق لإنهائها، وأمام دعم أمريكي مطلق وأشرس من ذي قبل، توّلد خوفا كبيرا لدى الفلسطينيين".
وقال نجم "يرى الفلسطينيون أن العقلية التي جاء بها ترامب عام 2017 هي التهديد والوعيد بتدمير الكيانية الفلسطينية، وإنهاء حلم الدولة، عبر الضغط من أجل القبول بما يسمى صفقة القرن، وفصل قطاع غزة عن عمقه السياسي والجيوغرافي، وتعليق الدعم الأمريكي للسلطة الفلسطينية، إلى جانب وقف دعم الأونروا."
وتابع: كل هذه الإجراءات اتخذها ترامب في الحقبة الرئاسية الأولى، ويبدو أنه لم ينسَ الرفض الفلسطيني المطلق آنذاك لما سمي بصفقة القرن.
وأشار الخبير السياسي إلى أن اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو ينتظر بفارغ الصبر فوز دونالد ترامب للموافقة المطلقة على المخططات الإسرائيلية المتعلقة بإعادة احتلال غزة والقضاء على حماس، وفصل القطاع عن الضفة الغربية، وإتمام مخطط الضم لأكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، وإعادة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.