قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا) فيليب لازاريني، الجمعة، إن الوكالة حصلت على 20% من النداء الطارئ للأراضي الفلسطينية المحتلة الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار والمخصص للاستجابة الإنسانية الأساسية حتى نهاية العام الحالي.
وأضاف خلال مؤتمر التعهدات في نيويورك، أن الفلسطينيين يشهدون اليوم أسوأ مأساة منذ 1948، وتابع: "لقد دكت غزة ... أكثر من مليوني شخص محاصرين في جحيم مستعر ونزحوا أكثر من مرة في أراض مدمرة، ويتحمل الأطفال والنساء العبء الأكبر للحرب البشعة".
وأشار إلى أن الوكالة على مدار عقود كانت ضمانة للاستقرار في المنطقة في ظل الخدمات التي تقدمها، مضيفاً: "تتواصل الجهود لتفكيك وكالة أونروا وتغيير المعايير السياسية للسلام في الأرض المحتلة".
وكرر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش التأكيد على أن وكالة أونروا هي العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة وأنه لا بديل عنها، مشددا على أن عملها يشكل أحد أعظم العوامل التي توفر بصيص أمل وقدرا من الاستقرار في منطقة مضطربة.
وفي كلمته أمام مؤتمر إعلان التعهدات لوكالة أونروا، نبه غوتيريش إلى أنه "بدون توافر الدعم والتمويل اللازمين لأونروا، سيفقد اللاجئون الفلسطينيون شريان الحياة الحرج وآخر بصيص أمل في مستقبل أفضل".
وقال أمين عام الأمم المتحدة أمام الاجتماع الذي يعقد كل عام للمساعدة في سد الفجوة المالية بين ما تم التعهد به لأونروا وما تحتاج إليه، إن "هذا العام يختلف عن غيره. فصحيح أننا نواجه فجوة واسعة في التمويل. لكن الفلسطينيين أيضا يواجهون فجوات صارخة في جميع المجالات".
وأضاف "أما فلسطينيو غزة، فلا يواجهون فجوات فحسب - بل يكتوون بنار تعطُّل القانون والنظام تمام. وعندما ظننا أن الوضع في غزة لا يمكن أن يزداد سوءا عما هو عليه- إذ بالمدنيين يُدفعون بصورة مروعة في أتون دوامات جهنمية أكثر عمقا من أي وقت مضى".
وقال الأمين العام إن الوقت حان الآن لوضع حد لهذه الحرب الرهيبة، بدءا بإعلان وقف إطلاق نار إنساني فوري في غزة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين.
"احموا أونروا"
وقال الأمين العام إن الزملاء العاملين في الأونروا لم يسلموا من هذا الرعب فقد قُتل 195 موظفا من موظفي الأونروا، وهو أعلى عدد من الموظفين القتلى في تاريخ الأمم المتحدة. وأشار إلى أن الوكالة تتعرض أيضا للاستهداف بطرق أخرى.
وأضاف "هل يمكنكم أن تتخيلوا كيف يستيقظ زملاؤنا يوما تلو الآخر في كابوس حيّ لكنهم مع ذلك يمضون قدما ويقدمون خدماتهم للفلسطينيين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها؟"
وأكد أن الزملاء في الوكالة ماضون في تنفيذ مهام ولايتها في ظل الظروف البائسة السائدة في غزة، وفي الوقت الذي تسعى فيه الأونروا جاهدة إلى تنفيذ مهامها في وضع يزداد صعوبة في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي الأردن ولبنان وسوريا، من أجل تحقيق التنمية البشرية وإعمال حقوق الإنسان.
وقال إن "مناشدتي للجميع هي هذه: احموا الأونروا، واحموا موظفي الأونروا، واحموا ولاية الأونروا - بما في ذلك من خلال التمويل".