كارثة صحية وبيئية تهدد أكثر من 700 ألف فلسطيني في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، جراء توقف العمل بمحطات معالجة الصرف الصحي فيها، نتيجة نفاد الوقود اللازم للتشغيل ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخاله إلى القطاع بكميات تلبي الاحتياجات، منذ بدء عدوانه عليه في السابع من تشرين الأول الماضي.
بلدية دير البلح حذرت من أن عدم توافر الوقود بالكمية المطلوبة خلال الساعات القادمة سيترتب عليه كارثة ستعيشها المدينة جراء غرق الشوارع بمياه الصرف الصحي، مطالبة المجتمع الدولي وجميع المنظمات الدولية بضرورة الاستجابة العاجلة لإنقاذ مئات آلاف الفلسطينيين في المدينة، عبر توفير الوقود لتزويد محطات المعالجة وعودتها إلى الخدمة للحد من انتشار الأمراض، والتخفيف من الكارثة الصحية والبيئية التي يسببها العدوان.
الكارثة الإنسانية والمخاطر الصحية والبيئية التي تهدد أهالي القطاع بدأت منذ بدء حرب الإبادة، حيث قطع الاحتلال المياه والكهرباء منذ الأيام الأولى، وفرض حصاراً مطبقاً على القطاع، ومنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية الخاصة بمضخات تصريف المياه العادمة ومحطات تحلية المياه، فضلاً عن تسبب قصف طيرانه ومدفعيته بدمار كبير في شبكات المياه والصرف الصحي.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أكد أن عدوان الاحتلال أدى إلى تعطيل جميع محطات وأنظمة معالجة المياه العادمة في القطاع، وتوقف 65 مضخة للصرف الصحي، وتدمير 70 كم من شبكات الصرف الصحي، ما أدى إلى تسرب المياه الآسنة إلى الطرقات ومراكز الإيواء ومخيمات النازحين في جميع أنحاء القطاع، وتجمعها في برك كبيرة تسببت بانتشار البعوض والحشرات والأمراض والأوبئة، حيث تم تسجيل أكثر من مليون و730 ألف إصابة بأمراض معدية، وما يزيد على 70 ألف إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، وسط انهيار المنظومة الصحية في القطاع المنكوب.
برنامج الأمم المتحدة للبيئة أوضح أن الآثار البيئية الناجمة عن الحرب في غزة غير مسبوقة، ما يعرض 2.4 مليون فلسطيني في القطاع للمعاناة من تفاقم مشكلة تلوث التربة والمياه والهواء بصورة سريعة، لافتاً إلى أن نظم المياه والصرف الصحي والنظافة العامة تعطلت بالكامل تقريباً، حيث أسفر القصف عن إغلاق محطات معالجة مياه الصرف الصحي الخمس في غزة، ما أدى إلى تلويث الشواطئ والمياه الساحلية والتربة والمياه العذبة بمياه الصرف الصحي، الأمر الذي يشكل تهديداً مباشراً وطويل المدى على صحة الأهالي، والحياة البحرية والأراضي الصالحة للزراعة، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع.
مطالبات الفلسطينيين مستمرة للمؤسسات والمنظمات الدولية بضرورة التدخل العاجل والفوري لوقف العدوان، وإنقاذ ما تبقى من مقومات الحياة في القطاع، والعمل على توفير الاحتياجات اللازمة وخاصة الوقود لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي وآليات النظافة والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وانتشال جثامين الشهداء، ورغم مرور 10 أشهر على حرب الإبادة يواصل المجتمع الدولي صمته تجاه الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع يوماً بعد آخر.