أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة وقف إراقة الدماء في منطقة الشرق الأوسط الناتجة عن سياسات واشنطن معتبراً أن قيام الولايات المتحدة بنقل الأسلحة والذخائر إلى "إسرائيل” يجعلها شريكاً مباشراً في الحرب كما هو الحال في الوضع بأوكرانيا.
وفي كلمة له خلال ترؤسه جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم حول الشرق الأوسط قال لافروف: "خلال هذه الأشهر من العملية العسكرية واسعة النطاق التي تشنها "إسرائيل” بالتعاون مع حلفائها الأمريكيين كانت إحصائية مرعبة للخسائر والدمار في 285 يوماً حيث قتل نحو 40 ألف شخص وأصيب أكثر من 89 ألفاً معظمهم من الأطفال والنساء هو ضعف عدد الضحايا المدنيين على الجانبين خلال السنوات العشر من الصراع في جنوب شرق أوكرانيا” موضحاً أن عدد الضحايا بين العاملين في المجال الإنساني التابع للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في غزة يقترب من 300 وهو أكبر عدد من الضحايا في التاريخ الحديث.
وأضاف لافروف: نشدد على رفض ما يحدث في قطاع غزة من عقاب جماعي فالقطاع يشهد انهياراً في بنيته التحتية وانتشاراً للأوبئة والمجاعة موضحاً أن غزة اليوم مدمرة بالكامل، وكارثة إنسانية متكاملة الأركان تحصل هناك.
وحول أحقية دولة فلسطين في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة أكد لافروف دعم بلاده لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وتسوية القضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وعقب الجلسة أكد لافروف في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة أن بلاده مستعدة للمفاوضات بشأن أوكرانيا والقضايا الأمنية في أوروبا منتقداً في الوقت ذاته إصرار الغرب على تنفيذ ما يسمى "خطة السلام” التي وضعها رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وأوضح لافروف أن ازدواجية المعايير لممثلي الأمم المتحدة تظهر في التعاطي مع الوضع في غزة وأوكرانيا قائلاً إن "هناك المادة 100 من ميثاق الأمم المتحدة بشأن النزاهة وحياد مسؤولي الأمم المتحدة، من غير المقبول أن يقوم الغرب الجماعي بخصخصة هياكل الأمم المتحدة لتحقيق مصالحه الخاصة”.
وأكد لافروف أنه يجب على الغرب أن يتوقف عن ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا وعندها فقط سينتهي الصراع معلناً أن روسيا والولايات المتحدة أجرتا اتصالات "المسار الثاني” غير المعلن عنها عبر خط الخبراء وتمت مناقشة الأزمة الأوكرانية.
وحول حرب العقوبات ضد روسيا قال لافروف إن "هذه الحرب بدأت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ولكن رغم ذلك ظل الحوار قائماً بين موسكو وواشنطن على أعلى مستوى ولا يوجد مثل هذا الحوار الآن” مشيراً إلى أن موسكو وواشنطن تجريان محادثات من حين لآخر لكن لا تقدم يذكر.
وأكد لافروف أن روسيا مستعدة للعمل مع أي رئيس أميركي يختاره الأمريكيون، وإن عادت الدول الغربية إلى رشدها فإن موسكو جاهزة للحوار أيضاً.
وتابع لافروف: "نشعر بأن إسرائيل تريد توريط الولايات المتحدة في التصعيد مع إيران ونأمل أن يفعل الغرب ما بوسعه لنسيان الأفكار الاستفزازية” مشدداً على أن "روسيا تفعل كل ما بوسعها من أجل تهدئة هذا الوضع”.