رغم أن فرنسا أنفقت 1.2 مليار جنيه إسترليني، لتنظيف نهر السين، قبل الألعاب الأولمبية، لكن مياه الصرف الصحي مازالت تطفو فيه.
وتم تأجيل تدريب السباحة للترايثلون لليوم الثاني على التوالي أمس الثلاثاء، بحجة أن الماء غير آمن، وأنه سيتم إجراء المزيد من الاختبارات اليوم الأربعاء، وفق صحيفة "ميترو".
وقال متحدث باسم الأولمبياد إن التحاليل التي أجريت في نهر السين كشفت أخيراً، عن مستويات جودة مياه لا توفر ضمانات كافية للسماح بإقامة الحدث.
لماذا نهر السين قذر للغاية؟
ويمكن للناس الذين يتجولون على طول ضفاف نهر السين، في قلب باريس، أن ينبهروا ببرج إيفل ومتحف اللوفر ومتحف أورسيه وجسر ألكسندر الثالث، الذي يربط حي الشانزليزيه، في نزهة ذات مناظر خلابة، ومع ذلك هناك نصيحة واحدة للسياح الذين لا يرغبون في إفساد رحلتهم: لا تنظروا إلى أسفل باتجاه المياه.
ووفقاً للصحيفة، فالنهر الذي يمتد لمسافة 483 ميلاً، كان معروفاً منذ فترة طويلة بأنه متسخ، ومنذ أكثر من قرن من الزمان، في عام 1923، تم حظر السباحة فيه رسمياً.
وبالمقارنة مع معظم الأنهار الأوروبية الكبيرة الأخرى، فإن قدرة نهر السين على تخفيف جميع مياه الصرف الصحي الحضرية ونفايات الأراضي الزراعية منخفضة.
صالح.. غير صالح
وقبل أسبوع واحد فقط من بدء الحدث، أوفت عمدة باريس آن هيدالغو بوعدها السابق بالسباحة في النهر، لإثبات أنه آمن للمسابقات القادمة، وفي 17 يوليو(تموز)، انضم إليها توني إستانجيه، رئيس أولمبياد باريس 2024، ومارك غيوم، المسؤول الحكومي الأعلى لمنطقة باريس، وغطسوا جميعاً في الماء، مع آخرين.
لكن بعض فترات الأمطار دفعت المياه الآن مرة أخرى، إلى مستويات غير آمنة للبشر، وقال منظمو الألعاب الأوليمبية إنه على الرغم من التحسن في مستويات جودة المياه في الساعات الأخيرة، فإن القاذورات في بعض نقاط مسار السباحة لا تزال أعلى من الحدود المقبولة.
وتعهد جاك شيراك، عمدة باريس بين عامي 1977 و1995، بجعل نهر السين صالحاً للسباحة منذ عام 1988. لكن الخطط تم تأجيلها لفترة طويلة.
وبدأ العمل أخيراً في عام 2016 لتنظيف النهر، واستثمرت السلطات 1.2 مليار جنيه إسترليني في بناء البنية التحتية لالتقاط المزيد من مياه الأمطار، والمياه التي تحتوي على مياه الصرف الصحي المحملة بالبكتيريا والتي تدخل النهر خلال فترات الأمطار الغزيرة وتجعل السباحة فيه غير آمنة.
وتم استخدام خزان سعة 50.000 متر مكعب افتتح في مايو(أيار) لتخزين مياه الأمطار الزائدة لأول مرة في 18 و19 يونيو(حزيران)، مما منع 40.000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي من التسرب إلى نهر السين.
غير أن بعض الأشخاص، هددوا بـ "التغوط" في النهر قبل الألعاب الأولمبية للاحتجاج على الثروة التي أنفقتها السلطات الفرنسية على التنظيف.