أحداثٌ سياسية متلاحقة تعيشها بنغلاديش، رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
فبعد وقت قصير من استقالة الشيخة حسينة من منصبها كرئيسة وزراء بنغلاديش ومغادرتها البلاد، أعلن الجنرال وقر الزمان، رئيس أركان الجيش، أنه سيشكل الحكومة المؤقتة.
وبينما كانت كاميرات العالم تشير إليه، وقف أمام المنصة قائلاً: "أنا أتحمل المسؤولية الكاملة".
فمن يكون وقر الزمان؟
وقر الزمان تم تعيينه في شهر يونيو/حزيران الماضي، قائدا للجيش، بعد أن أمضى نحو أربعة عقود في الخدمة العسكرية، وبرر البعض اختياره بأن الشيخة حسينة وثقت به بفضل صلة القرابة البعيدة التي تربطهما.
ويبلغ وقر الزمان من العمر نحو 58 عاما، وتخرج في أكاديمية بنغلاديش العسكرية وعمل مرّتين ضمن قوة حفظ السلام الأممية في أنغولا وليبيريا، كما تلقى تدريباً عسكرياً في بريطانيا.
ويحمل قائد الجيش في بنغلاديش درجة الماجستير في الدراسات الدفاعية من «جامعة بنغلاديش الوطنية» و«كينغز كوليدج» في لندن، وهو متزوج ووالد لابنتين.
وعمل مدرّبا في كلية الجيش للمشاة والتكتيكات، وفي معهد بنغلاديش لعمليات دعم السلام.
وسبق أن خدم الجنرال وقر الزمان في مكتب الشيخة حسينة، وكان والد زوجته قائداً للجيش في أولى ولايات حسينة الخمس كرئيسة للوزراء من عام 1996 حتى 2001.
حكمت حسينة بعد ذلك بنغلاديش من عام 2009 وفازت في رابع انتخابات على التوالي في يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن تطيح بها مظاهرات عارمة بدأت في يوليو/تموز الماضي.
آمال وتعهدات
ومع اقتحام متظاهرين قصر حسينة أمس الإثنين وهربها في مروحية، قال وقر الزمان إنه سيجري محادثات مع الرئيس محمد شهاب الدين لتشكيل حكومة.
وتعهّد بأن تعمد السلطات الجديدة إلى "ملاحقة جميع القتلة" بعد أسابيع من الاحتجاجات الدامية.
وتم نشر الجيش في الشوارع لسحق الاحتجاجات الشهر الماضي، لكنه بدّل موقفه الأحد وسمح بمواصلة المظاهرات في حالات عدة.
وأشار وقر الزمان إلى أنه أجرى محادثات مع أحزاب رئيسية في المعارضة وأفراد في المجتمع المدني، ليس من بينها "رابطة عوامي"؛ حزب حسينة.
وقال: "سنؤسس جميعنا معاً مستقبلاً رائعاً... إذا عملنا معاً، يمكننا تحقيق نتيجة مواتية".
إلى وقف الاحتجاجات المتواصلة منذ أسابيع. وقُتل 300 شخص على الأقل في الاضطرابات. وقال: "إذا تحسّن الوضع، فلا حاجة للطوارئ".
ناشد وقر طلاب الجامعة الذين أطلقوا المظاهرات أول مرة مطلع يوليو/تموز الماضي دعم الجيش. وتحوّلت الاحتجاجات التي بدأت ضد قواعد التعيين في الوظائف الحكومية إلى مطالبات لحسينة بمغادرة منصبها.
وقال: "تتمثّل مهمة الطلبة الآن بالمحافظة على الهدوء ومساعدتنا".