كل يوم في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، يعم الهدوء شارعنا إلا من مشهد يتكرر يوميًا، لكنه لا يفقد سحره أبدًا. السيد رجائي، جارنا الطيب، يخرج من بيته حاملاً بيده أكياس الطعام، متجهًا نحو مجموعة من القطط التي تنتظره بفارغ الصبر.
تجمع القطط حوله بشكل منتظم، كأنها تعرف بالضبط متى سيصل. تنتظره بفارغ الصبر، وأحيانًا تتقدم نحوه بخطوات مترددة، لكنها سرعان ما تطمئن لرؤية وجهه المبتسم ولطفه الدائم. تلمع عيونها، وتهتز ذيولها بحماسة، فهي تعرف أن هذا الرجل يحمل لها غذاءها اليومي، ولكن أكثر من ذلك، يحمل لها دفء القلب والحنان.
بالنسبة لي، صار هذا المشهد جزءًا من يومي. في كل يوم، أخرج إلى البرندة وأجلس لأشاهد هذا اللقاء الجميل. إنه لحظة بسيطة، لكنها تحمل في طياتها الكثير من الدفء والإنسانية. السيد رجائي ليس مجرد جار، إنه رمز للعطف والرعاية، ورؤيته كل يوم تمنحني شعورًا بالطمأنينة والراحة.
في زمن أصبحت فيه العلاقات الإنسانية باردة أحيانًا، يأتي هذا الرجل ليذكرنا أن الرفق بالحيوانات والاهتمام بها يمكن أن يكون من أسمى أشكال الحب الذي يمكن أن نعطيه، وأن الأفعال البسيطة قد تحمل في طياتها أجمل المعاني.