في إحدى المدن الهادئة، صعد رجل مسن تجاوز الثمانين من عمره إلى سيارة أجرة وطلب من السائق توصيله إلى دار رعاية المسنين. خلال الرحلة، بدأ العجوز الحديث مع السائق، مفسرًا سبب زيارته اليومية لدور الرعاية. أخبره بأنه يذهب كل صباح لتناول الإفطار مع زوجته المقيمة هناك، ثم يقرأ لها الصحف أو الكتب.
عندما سأله السائق عن سبب وجود زوجته في دار الرعاية، أوضح العجوز أنها تعاني من مرض الزهايمر، مما أفقدها القدرة على التعرف عليه منذ خمس سنوات. أبدى السائق دهشته واستفسر عن سبب استمرار العجوز في زيارة زوجته يوميًا على الرغم من عدم تذكرها له.
بينما كانت السيارة تقترب من وجهتها، طلب العجوز من السائق الإسراع، لأنه لا يريد أن يتأخر عن موعده. فاجابه السائق بأن زوجته لن تشعر بالقلق إذا تأخر قليلاً، إلا أن العجوز رد ببرود قائلاً: "هي لا تعرف من أنا، ولكنني أعرف من هي".
هذه القصة تذكير بمدى عمق الوفاء والحب الحقيقي، وهو يشير إلى قيم الإخلاص التي يمكن أن تُلهمنا جميعًا في عالم يتسم بالتغيرات السريعة والسطحية. هل لا يزال هناك وفاء في زمننا؟ نعم، وهذا الوفاء يظهر بوضوح في قصص مثل هذه.