بات واضحا أن الساحة الفلسطينية تعيش في تهديد فكري، ربما لم يلتفت إليه الكثيرون، وبحسب كل الشواهد تتغلغل الآن أفكار داعش للعديد من المنظمات الفلسطينية، وهو ما يمثل تهديدا صريحا على الهوية الفلسطينية.
في هذا الإطار، وضع مركز رصد للدراسات السياسية في لندن ورقة بحثية عن تداعيات هذه القضية.
وقالت الورقة إنه من المفترض معرفة أن جميع الخطب والأدبيات السياسية التي ينتهجها داعش لا تؤمن بمفهوم الدولة، لكنها تؤمن بمفهوم الولاية الإسلامية على الدولة.
ومن هنا نرى، أن تأثير الأفكار الداعشية يمثل خطوة بالغة ليس فقط على القضية الفلسطينية، لكن على الشعب الفلسطيني بصورة كلية.
وبالتأكيد يحاول تنظيم داعش استغلال التطورات الإستراتيجية الحالية في المنطقة، من أجل إيجاد موطئ قدم له في المنطقة.
في هذا الإطار من المفترض معرفة أن تنظيم داعش يكسر في هويته الفكرية مفاصل وقواعد التراث الوطني الفلسطيني، الذي لا يعترف به ولا بهوتيه التي تضم الكثير من الكتّاب الفلسطينيين، من أصحاب التوجه العلماني أو المسيحي على سبيل المثال.
وتقول الورقة : "بات واضحا أيضا أن تنظيم داعش يمثل تهديدا مباشرا وخطيرا على المرأة الفلسطينية، وهو أمر معروف وبات واضحا من خلال متابعة القاعدة الفكرية والإستراتيجية لخطابات هذا التنظيم السياسية.
وبقراءة وفحص العديد من منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية، يتضح مدى حجم الرعب الذي يشعر به الفلسطيني من المشاهد المرعبة لأفعال داعش أينما حل في الماضي، وهو الذي الأمر الذي دفع بالكثير من الفلسطينيين للتعهد بأنهم لن يعيدوا تمثيل هذه المشاهد في فلسطين.
ومع التخوف الواضح من تفشي هذا التهديد الداعشي بالضفة الغربية تحديدا، يطالب الكثيرون الآن المؤسسة الأمنية للسلطة بضرورة التحرك والضرب بيد من حديد لكل نشاط داعشي، خصوصا محاولات غسل أدمغة الأطفال والشباب.
وتنتهي الورقة بالقول : عموما يجب الاعتراف بأن التهديد الداعشي حاصل، ويتجسد في الضفة الغربية وفلسطين، ومواجهة هذا الفكر بالاعتراف أفضل كثيرا من محاولة الإنكار، الذي يؤدي إلى تغلغل هذا الفكر في نفوس أطفالنا وشبابنا.