عندما يتألق المحاضر والإعلامي المخضرم، ويُبهر الجمهور، فإن هذا الإنجاز لا يأتي من فراغ، بل هو ثمرة مزيج من الخبرة، والتقنية، والحضور الشخصي، والمحتوى الجذاب، والتفاعل الفعّال. تسهم هذه العناصر مجتمعة في خلق تجربة فريدة تبقى عالقة في أذهان المستمعين.
في عالم الإعلام المتسارع والمتطور، يبقى الإعلامي المخضرم قدوةً للأجيال، ليس فقط بفضل خبرته الطويلة، بل بسبب قدرته على التكيف مع المستجدات والإبداع في إيصال الرسالة الإعلامية. عند وقوفه أمام الجمهور، يتجلى التأثير العميق الذي يحدثه. فالإبداع في تقديم المعلومات بأسلوب شيق وذكي يميز هؤلاء الخبراء عن غيرهم.
هذا ما تحقق خلال المحاضرة التي ألقاها الإعلامي والروائي رمضان الرواشدة في الملتقى الإعلامي "معهد الإعلام الأردني"، بعنوان "الخطاب الرسمي بين ارتباك الرواية وضعف الوسيلة". تعتبر فنون الإلقاء والتواصل من أبرز المهارات التي يمتلكها المحاضر الإعلامي المخضرم. فالجمهور يتطلع إلى تجربة شاملة تثير حواسه وتعزز فهمه، وعندما يتقن المحاضر هذه الفنون، يتمكن من خلق لحظات إبداعية تترك أثراً عميقاً في نفوس المستمعين.
الأهم من ذلك هو التأثير الذي يتركه المحاضر المخضرم على الأجيال الشابة من الإعلاميين. فهو يمثل قدوة ملهمة تعلمهم أهمية الالتزام بالقيم المهنية، والبحث المستمر عن الحقيقة، والإبداع في تقديم الأفكار، وتوجيه الشباب نحو فهم عميق لمهنة الإعلام وتحدياتها. من خلال نقل الخبرات والمعرفة، يرسخ قيم النزاهة والمصداقية، وأهمية التفكير النقدي في عالم متغير. كما يمكن أن تكون تجاربهم الشخصية دافعاً قوياً للشباب لاستكشاف آفاق جديدة.
يمتلك الرواشدة خبرة طويلة في مجاله، مما يمنحه ثقة كبيرة في تقديم محتواه. تساعده هذه الخبرة على تجاوز التحديات، سواء كانت تقنية أو نفسية، مما يتيح له التفاعل بسلاسة مع الجمهور وخلق جو من التفاعل الإيجابي. كما يتمتع بحضور قوي وشخصية كاريزمية، مما يجعله محاضراً متميزاً وقادراً على جذب انتباه الجمهور.
بالإضافة إلى الأسلوب، لعب المحتوى دوراً مهماً في إبهار الجمهور. من خلال دمج القصص والتجارب الشخصية، جعل المعلومات أكثر قرباً وواقعية، وزاد من انخراط الجمهور وتحفيز تفكيرهم.
في نهاية المحاضرة، قدم المحاضر عدة حلول لتحسين الخطاب الرسمي والوسيلة، ومن أبرزها:
إعادة ثقة المواطن بالخطاب الرسمي، مهما كان قاسياً، وهذا يحتاج إلى تدرج.
السرعة في إعطاء الخبر وعدم ترك مساحة للآخرين لملء هذا الفراغ.
طريقة صياغة الخطاب.
التنوع في الوسائل لإيصال المعلومة والخبر، والاستعانة بالتطور التكنولوجي.