حذرت ورقة بحثية أصدرها مركز رصد للدراسات السياسية في لندن من تأثير التطرف الفكري على التراث الفلسطيني ، زاعمة إن العديد من المسيحيين الفلسطينيين متخوفون من فكرة أن الضفة الغربية سوف تسيطر عليها الأفكار المتطرفة
، خاصة وأن هذا التطرف له الكثير من الآثار السلبية التي تنعكس على الوضع التراثي العام.
ورغم الفارق بين المقاومة الفلسطينية الباسلة ، وبين أفكار داعش التخريبية ، إلا أن التأثير الثقافي السلبي للجماعات الإسلامية عموما له تأثير سلبي على الوضع الثقافي ومنها مثلا:
1.تدمير المعالم التاريخية: حيث يؤدي التطرف إلى استهداف المعالم التاريخية والدينية التي تمثل التراث الثقافي الفلسطيني، كما حدث في مناطق النزاع التي شهدت تدمير العديد من المساجد والكنائس والمعالم الأثرية.
2.فضلا عن ذلك يساهم التطرف في تغيير الهوية الثقافية عن طريق اعتماد أفكار متطرفة يمكن أن يسهم في تغييب الفنون والثقافات التقليدية الفلسطينية، مما يؤدي إلى تآكل الهوية الثقافية والروابط الاجتماعية التي تعزز التراث.
3.فضلا عن وضع القيود على التعبير الفني ، حيث يمكن أن تؤدي الأفكار المتطرفة إلى فرض قيود على الفنون والآداب، حيث يتم استبعاد الأعمال التي لا تتماشى مع الأيديولوجيات المتطرفة، مما يحد من الإبداع والتعبير الثقافي.
4.بالإضافة إلى حصول الانقسام الاجتماعي ، حيث يؤدي التطرف إلى انقسام المجتمعات الفلسطينية بين مؤيد ومعارض، مما يعيق جهود المحافظة على التراث الثقافي وتقديره كمصدر للهوية والانتماء.
5.وتغيير المناهج التعليمية، وقد يتدخل التطرف في محتوى المناهج الدراسية، مما يؤثر على طريقة تدريس التاريخ والتراث الفلسطينيين، ويحول دون نقل القيم الثقافية والتاريخية إلى الأجيال الجديدة.
6.ومع كل هذا أيضا يساهم التطرف الديني في فقدان الحرف التقليدية: التوجه نحو الأفكار المتطرفة قد يتسبب في إهمال الحرف التقليدية، حيث ينشغل الأفراد في قضايا الصراع بدلاً من الحفاظ على الفنون والحرف التي تشكل جزءاً من التراث.
7.بجانب تأجيج الصراعات الداخلية: زيادة التطرف قد تؤدي إلى صراعات داخلية بين الجماعات المختلفة، مما يعوق العمل الجماعي للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي.
وتنتهي الورقة بالقول إنه وبصفة عامة، فإن التطرف الإسلامي يشكل تحدياً كبيراً للتراث الفلسطيني، ويحتاج الأمر إلى جهود مشتركة من المجتمع المحلي والدولي للحفاظ على هذا التراث وحمايته من التهديدات المختلفة.
عموما فإن الورقة اعتمدت في تحليلها على بعض من التقديرات الإعلامية التي تم استخلاصها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ، خاصة مع دقة هذه القضية.
غير آن هناك بعض من الردود العلمية التي طرحت تساؤلات عامة منها:
1-هل بالفعل هناك تغلغلا لفكر داعش في العقل الفلسطيني الآن؟
2-وهل هناك تخوفا من هذا الأمر؟
صراحة يمثل هذين التساؤلين محورا دقيقا خاصة مع ما نسب للمقاومة من حملها لبعض من اعلام داعش اثناء عملية السابع من أكتوبر ضد الإسرائيليين ، غير ان حركة حماس ومعها حركة الجهاد الإسلامي كانا واضحين تماما في هذه النقطة ، موضحين ان هذه الصور لا أساس لها ، وحتى أن وجدت صورا لعناصر من الجهاد أو حماس تدعم داعش ، فهي حالا فردية ليس أكثر.
عموما يجب القول بأن التراث الفلسطيني كان دوما صخرة تتحطم عليها الكثير من التأثيرات القادمة من الغرب ، وهو ما بات واضحا على مدار التاريخ ، وحتى أن تنوعت المآرب الثقافية المتنوعة للفلسطينيين في الشتات ، يلتزم الجميع بالبعد التراثي ، وهو ما بات واضحا مع متابعة الحالة الفلسطينية التي تعاني من نكسات الاحتلال وتبعاته.