عدلت سويسرا وإيطاليا حدودهما الجبلية تحت قمة «ماترهورن»، حيث يتسبب تغير المناخ في جبال الألب في ذوبان الأنهار الجليدية التي كانت تمثل الحدود التاريخية بين البلدين.
المنطقة المتأثرة بتغييرات الحدود هي منتجع زيرمات الشهير للتزلج، حيث يمكن للمتنزهين والمتزلجين العبور بحرية بين سويسرا ووادي فالتورنينشي الإيطالي.
يجذب منتجع زيرمات حول قمة ماترهورن مئات الآلاف من السياح كل موسم، حيث قضى الزوار ما مجموعه 2.7 مليون ليلة هناك العام الماضي. أكثر من نصف الضيوف جاءوا من خارج سويسرا.
اتفقت الدولتان على تكييف الحدود حول معالم تيستا غريغيا، وبلاتو روزا، وريفوغيو كاريل، وغوبا دي رولين على أساس مصالحهما الاقتصادية، بحسب وكالة أنباء بلومبرغ.
وقالت الحكومة السويسرية في بيان "يتم تحديد أقسام كبيرة من الحدود من خلال تجمعات المياه أو خطوط التلال من الأنهار الجليدية أو الجليد أو الثلوج الدائمة.. وتتغير هذه التكوينات بسبب ذوبان الأنهار الجليدية".
تعتبر أوروبا هي أسرع قارة في العالم ارتفاعا في درجات الحرارة، ويظهر التأثير بشكل دراماتيكي في مناطق مثل جبال الألب، حيث فقدت الأنهار الجليدية 10% من حجمها على مدى العامين الماضيين، وفقا لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
تشير التوقعات إلى أن الأنهار الجليدية ستفقد نصف جليدها بحلول عام 2050 حتى لو ارتفعت درجة حرارة الكوكب بأقل من درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الصناعة، وفقا لدراسة نُشرت في مجلة الاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض.
مع انكماش الأنهار الجليدية تتغير الطرق الجبلية المألوفة، وفي أسوأ السيناريوهات يمكن أن ينهار الجليد فجأة، وهو ما حدث في يوليو/حزيران 2022، عندما انفصلت كتلة من الجليد وقتلت 11 متسلقا، في اليوم التالي لتسجيل درجات حرارة تخطت الـ10 درجات على قمة مارمولادا في الدولوميت الإيطالية.
وقد وافقت سويسرا على معاهدة تعديل الحدود، بينما لا يزال يتعين على إيطاليا التوقيع رسميا على التغييرات.