أعلنت حركة حماس عن استشهاد قائدها في لبنان فتح شريف أبو الأمين مع زوجته وابنيه في جريمة اغتيال ارتكبها الاحتلال الصهيوني في مخيم البص في لبنان.
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية قال في ورقة تقدير موقف أن هذه الجريمة باتت بالفعل تمثل سبباً رئيسياً لتوجس قيادات حركة حماس في لبنان تحديدا من الاستمرار في التواجد في بلاد الأرز والانتقال لسوريا أو العراق، خاصة وأن لهذه العملية الكثير من الدلالات الاستراتيجية ومنها مثلا ، أن الاحتلال استطاع الوصول لقيادي من المقاومة في قلب مخيم البص ، وفي منزله وليس في موقع طبيعي او عسكري آخر ، الأمر الذي يزيد من خطورة سلامة ووضع هذه القيادات.
وتوضح الورقة إن هناك مخاوف لدى قادة حماس في لبنان مع تزايد ضعف حزب الله وتصاعد الاستهدافات الإسرائيلية ضدهم، الأمر الذي يمكن أن يدفعهم لترك لبنان الغير آمن الآن ، والسؤال المطروح هو ما إذا كانوا سيهربون إلى سوريا أو ربما العراق.
وتقدر الورقة كلا من سوريا والعراق ك هدفين محتملين لانتقال عناصر الحركة لأسباب عديدة ، منها مثلا عداء الدولتين مع إسرائيل ، فضلا عن تصريحات قيادات حركة حماس التي أعلنت بجلاء إنها تنوي الانتقال لكلا من الدولتين اللتان لن تمانعان من احتضان عناصر الحركة على أراضيهم.
وتقول الورقة أن الانتقال لكلا من سوريا أو العراق له الكثير من التبعات الاستراتيجية ، ومنها مثلا أن الكثير من القيادات السورية بل وأبناء الشعب السوري لا يزالوا يتحفظون على السياسات التي انتهجتها حركة حماس مع ثورة الربيع العربي ، ودعم الثوار السوريين ضد النظام ، فضلا عن هذا لا يختلف الوضع في العراق كثيرا عن سوريا ، خاصة وأن قيادات الحركة ستواصل بلا شك العمليات العسكرية والتخطيط لها من قلب أي محور أو موقع ستنتقل إليه.
غير أن الورقة قالت أن بغداد تظل واحه مستقرة لاحتضان الحركة ، خاصة بعد ان اعلنت حماس نيتها افتتاح مكتب في العراق، وهي نقطة اهتمت بها بعض من التقارير الغربية التي رأت إن حضور حركة حماس وتواجدها في العراق سيكون احدى الخيارات المفضلة خصوصا مع الحضور الايراني والمؤثر على الساحة العراقية ، بحسب زعم هذه التقارير.
وقد أجرت الورقة البحثية تقديرا للتصريحات الصادرة في السابق عن قيادات حماس فيما يتعلق بهذه النقطة ، وكان واضحا أن أبرز من تحدث عنها بجلاء كان رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل ، والذي قال أنه على ثقة من أن العالم العربي لن يغلق أبوابه أمام الحركة وعناصرها .
عموما بات من الواضح ان الخيار السوري والعراقي أمام قيادات حركة حماس بات ماثلا وواضحا ، الأمر الذي يزيد من دقة القادم خلال المرحلة المقبلة.