زار جلالة الملك عبدالله الثاني محافظة عجلون في زيارة حملت في طياتها رسائل قوية نحو تعزيز التنمية الشاملة وتمكين الشباب، وقد تميزت الزيارة بحفاوة الاستقبال من أبناء المحافظة الذين عبروا عن فخرهم واعتزازهم بزيارة جلالته وتقديرهم لاهتمامه المستمر بالتنمية المحلية وحملت الزيارة أبعادًا تنموية واجتماعية وثقافية عميقة، مما يؤكد النظرة المستقبلية لجلالة الملك تجاه المحافظة ودوره في دعم مسار التطوير الاقتصادي والاجتماعي.
ركزت الزيارة الملكية على تعزيز جهود التنمية المستدامة في عجلون، التي تتمتع بمقومات طبيعية وسياحية متميزة وشدد جلالته على أهمية استغلال هذه المقومات بشكل أمثل لدفع عجلة النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة لأهالي المحافظة وفي هذا السياق، كانت التوجيهات الملكية واضحة حول ضرورة دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تُعد ركيزة أساسية في توفير فرص العمل للشباب وتعزيز الاقتصاد المحلي، مما يضمن استدامة التنمية وازدهار المحافظة.
أحد أبرز محاور الزيارة كان التركيز على مشروع "التلفريك" السياحي، الذي يعد نموذجًا لمشاريع التطوير الاقتصادي والسياحي وسلط جلالة الملك الضوء على أهمية هذا المشروع في جذب المزيد من الزوار إلى عجلون، مما سيسهم في دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة وأكد جلالته على ضرورة تحسين البنية التحتية في المحافظة لضمان نجاح مثل هذه المشاريع، حيث أن تطوير الطرق وتسهيل الوصول إلى المواقع السياحية يُعتبران أساسيين لتحقيق التنمية المنشودة.
كما حملت الزيارة بعدًا ثقافيًا مهمًا، تمثل في افتتاح جلالة الملك لمركز عجلون الثقافي، الذي يُعد خطوة محورية نحو تمكين الشباب والمبدعين ويأتي هذا المشروع كجزء من رؤية الملك لتعزيز النشاط الثقافي والإبداعي في المحافظة، حيث يمثل المركز مساحة لتحفيز الطاقات الشابة وتطوير مواهبهم في المجالات الثقافية ومن خلال هذا المركز، سيتمكن الشباب من تطوير مهاراتهم والمساهمة في إحياء التراث لعجلون وتعزيز هويتهم الثقافية.
وفي إطار تعزيز تمكين الشباب، زار جلالته مكتب مؤسسة ولي العهد، حيث أكد على أهمية تدريب الشباب على المهارات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجة وهذه الخطوة تعكس التزام جلالة الملك بإعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، وجعل الشباب أكثر مشاركة في تنمية مجتمعهم. كما تأتي هذه التوجيهات في إطار رؤية الملك لمستقبل عجلون، حيث يرى أن تمكين الشباب هو الطريق الأمثل لضمان استدامة التنمية وتحقيق التقدم في المحافظة.
الزيارة لم تقتصر فقط على المشاريع التنموية والثقافية، بل كانت أيضًا فرصة للتفاعل المباشر مع أبناء المحافظة فقد التقى جلالة الملك بعدد من وجهاء وممثلي المجتمع المحلي، واستمع إلى مطالبهم واحتياجاتهم، معبرًا عن اعتزازه بوجوده بينهم في قلعة عجلون التاريخية وكان هذا التفاعل فرصة لتعزيز الشراكة بين الحكومة والمجتمع المحلي، حيث أكد جلالته على أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك بين جميع الأطراف.
في ختام الزيارة، أعرب جلالة الملك عن تفاؤله بمستقبل عجلون، مؤكدًا التزامه الشخصي بمتابعة تنفيذ المشاريع التنموية في المحافظة وأشاد بالإنجازات التي تحققت في عجلون خلال السنوات الماضية في مجالات الصحة والتعليم والسياحة، مشددًا على أن هذه الإنجازات تُعد حجر الأساس الذي يمكن البناء عليه لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار.
رؤية جلالة الملك لعجلون تتطلع إلى مستقبل مشرق، حيث يتم التركيز على استثمار الطاقات المحلية وتحفيز الابتكار والابداع، مما يضمن استمرارية مسار التنمية ويعزز مكانة المحافظة كوجهة سياحية وثقافية واقتصادية رائدة في المملكة.