كشفت صحيفة "ذي تايمز أوف إسرائيل" عن غياب استراتيجية فعالة لدى حكومة بنيامين نتنياهو للتعامل مع خطر جماعة الحوثي في اليمن، في ظل انشغالها بالحرب على قطاع غزة ولبنان. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الوضع يعرض إسرائيل لتهديدات متزايدة على طرق الملاحة في البحر الأحمر.
في مقال للكاتب آري هايستي، الذي نشرته الصحيفة، وصف الكاتب خطر الحوثيين بأنه "خطر بعيد عن العين والعقل" بالنسبة لإسرائيل، على الرغم من تأثيره الكبير على أمنها وعلى الملاحة الدولية في المنطقة.
وأوضح هايستي أن إسرائيل تحاول التعامل مع الحوثيين بمنطق "العين بالعين"، وهو ما تجلى في استهداف ميناء الحديدة الحيوي للحوثيين، في إشارة رمزية إلى هجوم إسرائيلي عقب هجوم الحوثيين على ميناء إيلات.
ورغم هذا الرد، أكد الكاتب أن الحوثيين لم يرتدعوا، بل استمروا في هجماتهم على إسرائيل، مما دفع الأخيرة إلى توسيع نطاق استهدافها ليشمل ميناء رأس عيسى في اليمن. ورغم هذه الجهود، لا تزال الجماعة الحوثية تواصل تهديداتها، حيث أطلقت حوالي 1000 قذيفة تجاه إسرائيل منذ إعلانها دعم المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأضاف هايستي أن استراتيجية حكومة نتنياهو تعتمد على "الردع" في التعامل مع الحوثيين، لكنها تواجه تحديات متزايدة مع توسع نفوذهم في المنطقة. وأشار إلى أن حكومة نتنياهو تسعى لتجنب التصعيد المباشر مع الحوثيين من خلال ضرب مصالحهم واستغلال نقاط ضعفهم، لكن الكاتب يحذر من أن هذه الاستراتيجية قد تكون غير كافية في ظل تصاعد قوة الجماعة.
وخلص المقال إلى أن الحوثيين قد يختارون الزمان والمكان المناسبين لتصعيد مواجهتهم مع إسرائيل، وهو ما قد يتزامن مع أسوأ وقت تمر به إسرائيل على الإطلاق، وفقاً لتوقعات الكاتب.