في مشهد يتحدى كل معاني الإنسانية، تقف غزة وجنوب لبنان اليوم في قلب العاصفة، شاهديْن على ظلمٍ تجاوز حد التصور، وقهرٍ امتزج بدماء الأبرياء وصمت العالم المريب. هنا في غزة، تُمحى الحياة تحت وطأة القصف الهمجي، حيث يدفن الأطفال تحت الأنقاض وتسيل دماء الأبرياء في صمت يقطّع نياط القلوب. وهناك في جنوب لبنان، تُعاد فصول المأساة وسط قصفٍ يُريد أن يطفئ صوت الكرامة التي لم تخضع يومًا.
إن ما يحدث ليس مجرد ظلم عابر أو اعتداء محدود، بل هو تجسيد للطغيان في أبشع صوره. شعبٌ يُذبح ببطء على مرأى ومسمع العالم، وأرضٌ تُغرقها الدماء بلا رحمة، ليبقى السؤال الحارق: إلى متى يستمر هذا الصمت على الظلم؟
لكن رغم الحطام والدمار، يبقى الأمل شعلة لا تنطفئ في قلوب المظلومين. غزة التي تقف شامخة رغم الحصار، وجنوب لبنان الذي يواجه العدوان بشجاعة، كلاهما يعلّمان العالم أن الدماء الطاهرة لن تضيع هدراً، وأن الحق سيعود مهما طال الزمن. فالظلم مهما تعاظم، نهايته محتومة، والعدالة هي المصير الحتمي الذي لا مفر منه.
ختامًا، لا بد أن نتذكر أن الظلم لا يدوم، وأن صمود الشعوب هو الجدار الأخير الذي يتحطم عليه الطغيان. غدًا ستشرق شمس الحق، وسيتحقق وعد الله، لأن العدالة قد تتأخر، لكنها لا تغيب أبدًا.