كشف طيارون في سلاح الجو الإسرائيلي عن تفاصيل عملية "المدينة البيضاء" التي استهدفت مواقع حيوية في العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة الحديدة، مؤكدين أن العملية كانت معقدة ومليئة بالتحديات.
وقال الرائد الإسرائيلي، الذي أُشير إليه بحرف "د"، وهو من أدار غرفة التحكم أثناء الغارات الجوية، إن العملية كانت "مسؤولية مجنونة لا يمكن تصورها".
وأضاف: "كنت أدير عملية ضخمة شاركت فيها عشرات الطائرات الحربية والأسلحة، على مسافة تزيد عن 2000 كيلومتر، حيث كنا في غرفة التحكم منذ الصباح، نتأكد من التنسيق النهائي لجميع الخطوات والاستعدادات اللازمة، ونغلق الثغرات لضمان نجاح العملية".
وأضاف الرائد أن العملية لم تكن مرتبطة بالهجوم الحوثي الذي سبقها، مشيرًا إلى أن الهجوم استهدف أهدافًا استراتيجية عدة في اليمن، وتضمنت تدمير موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف، فضلاً عن تعرض صنعاء لأول مرة لغارات على سفن الوقود والنفط ومحطات الكهرباء.
وتابع الإعلام العبري أن العملية شملت أيضًا تدمير 8 زوارق قاطرة، في خطوة وصفها بأنها تهدف إلى "شل حركة موانئ الحوثيين".
وأوضح أن العملية تم التخطيط لها منذ عدة أسابيع، حيث تم التنسيق بين عشرات الطائرات الحربية المختلفة، بما في ذلك الطائرات الخاصة بالتزويد بالوقود في الجو.
الرائد "د" أكد أن نجاح العملية كان يعتمد على التنسيق الدقيق بين الطائرات الهجومية ووحدة المراقبة الجوية الجنوبية، وطائرة "إيتام" المتخصصة في السيطرة الجوية، التي رافقت العملية بشكل كامل.
وقال: "العملية هي رحلة طويلة جدًا، وعندما نقترب من الأهداف يرتفع التوتر ويشتد الصمت، لأن الجميع يجب أن يكون دقيقًا في عمله. هذه هي لحظة الحقيقة".
من جانبه، قال الرائد "ن"، الملاح المقاتل لطائرة "سوباه" (F-16I)، إنه تم التخطيط للرحلة بشكل تفصيلي مع الفريق، موضحًا أن العملية تطلبت التزود بالوقود في الجو، وهو ما يتطلب دقة عالية.
وأضاف: "واجهنا مفاجآت في الهواء، لكننا كنا مستعدين للرد بفضل التدريبات المكثفة التي خضعنا لها".
وخلال المهمة، لم يكن الرائد "ن" على علم بالصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون على وسط إسرائيل، حيث علم بالهجوم فقط بعد عودته إلى القاعدة، بعد ساعات طويلة في الجو.
هذه الغارات تأتي في إطار تصعيد عسكري مستمر من قبل سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف حوثية في اليمن، وهو ما يعكس تطورًا في أساليب الحرب الجوية والإستراتيجيات المتبعة في المنطقة.