نشر الباحث الأردني في مجال اللغويات وتحليل الخطاب محمود قدره العناقرة مؤخراً بحثاً علمياً باللغة الإنجليزية بعنوان:
Deconstructing Narratives: A CDA of The Gaza Strip Conflict
في مجلة اللغويين المصريين تناول فيه خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم خلال حرب غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023. وذلك من خلال تحليل نقدي وعلمي للمنهج الذي تضمنته خطابات جلالة الملك في لقاءاته ومقابلاته وتصريحاته الإعلامية والمؤتمرات الدولية العديدة، التي سعى جلالته لبثها كرسالة للعالم أجمع لبناء رأي عالمي حول حقيقة الصراع والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون على مدى عقود. وتعد هذه الدراسة إضافة علمية نوعية في مجال تحليل الخطاب السياسي، حيث تُبرز الجهود الكبيرة التي بذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم غزة والقضية الفلسطينية. كما تسلط الضوء على أهمية اللغة كأداة دبلوماسية قوية يمكنها التأثير على الرأي العام العالمي ودفعه نحو دعم العدالة والسلام.
وسلط الباحث الضوء على الدور الذي لعبته اللغة التي وظفها جلالة الملك المعظم في تعبيره وكشفه للعالم عن واقع الصراع الناتج عن الظلم والإحباط الذي يعيشه الشعب الفلسطيني إزاء رفض الحكومة الإسرائيلية لمبادرات السلام والمماطلة في السير بحل الدولتين. وقد أظهر الباحث في المنهج العلمي الذي استخدمه مدى الاتساق البنيوي في اللغة وصلابتها الذي ظل راسخاً وثابتاً في كافة تصريحات وخطابات جلالة الملك المعظم خلال خرب غزة من حيث مركزية القضية الفلسطينية وتداعياتها على استقرار المنطقة وتأثيرها على الأمن والسلم الدولي.
وعلى صعيد متصل، فقد أظهر الباحث العناقرة أن تصريحات وخطابات جلالة الملك ركزت في كل مرة على جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وتعارضها مع مبادئ القانون الدولي، والذي بات يتعامل بازدواجية المعايير حينما يتعلق الأمر بالدم الفلسطيني وأرواح المدنيين الأبرياء، كما أظهر تركيزها على ضرورة المحاسبة والمساءلة من قبل المجتمع الدولي للحكومة الإسرائيلية على جرائم الحرب والإبادة الجماعية والحصار لأكثر من مليوني فلسطيني على مدى سنوات. وأن الحل يكمن في ترسيخ العدالة للفلسطينيين وإدانة التصعيد العسكري وتجديد الجهود الدبلوماسية بالضغط على إسرائيل للوصول إلى حل الدوليتين.
وبين الباحث أن الحضور الدولي لجلالة الملك والشخصية التي يتمتع بها والحكمة والمنطق الذي تضمنته تصريحاته وخطاباته، والقبول العالمي لجلالته كصوت معتدل يدعو إلى السلام في منطقة مضطربة، وحراكه الدولي وحديثه في كل محفل لبث معاناة الفلسطينيين وما يتعرضون له، إضافة إلى جهوده المشهودة في قوافل وإنزالات الدعم الإنساني والإغاثة الطبية ساهمت جميعها في تغيير السردية العالمية حول القضية الفلسطينية وبلورة رأي عالمي نحوها وضرورة التعامل معها بموضوعية وشرعية وعدم تبني الرواية الإعلامية الإسرائيلية. مما أدى لزيادة الضغوط الدولية على إسرائيل وبروز القضية الفلسطينية كأولوية ملحة في الأجندات الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن العميد المتقاعد محمود قدره العناقرة متخصص في التحليل النقدي للغة الخطابات السياسية والعسكرية باللغتين العربية والإنجليزية. وله العديد من الأبحاث المنشورة التي تركز على تحليل الخطاب كوسيلة لفهم وتحليل الديناميكيات السياسية والاجتماعية.