نيروز الإخبارية :
هبة ابوزيد
لم يتوقف قلبه عن النبض للحقيقة، ولم تتوقف قدماه عن السعي وراء الخبر، حتى في وجه القصف والنار.
ظلّ واقفًا كالنخيل، راسخًا كالجبال، يحمل كاميرته كمن يحمل أمانة السماء، يكتب بالضوء حكاية الأرض والدمع والدم.
لم يكن يطلب مجدًا ولا يلهث وراء شهرة، بل كان الوطن يسكن قلبه، وفلسطين تتوضأ في صوته، والحق ينام في عدسته.
كنتُ أتمنى أن يكون خبرك الأخير هو تحرير فلسطين، وأن تكتب أنت بيديك بيان النصر، لكنك رحلت قبل أن ترى الفجر.
كل خسارة عظيمة مثل فقدان أنس الشريف لا يمكن أن تُعوَّض بسهولة، فهو لم يكن مجرد صحفي، بل كان عين الحقيقة التي تنير الطريق وسط الظلام.
اغتياله لا يعني فقط صمت صوت شجاع، بل إشارة خطيرة بأن الاحتلال يستعد لارتكاب مجازر جديدة بعيدة عن عدسة الحقيقة، حيث لا شهود ولا تسجيلات.
استذكر هنا هذه الابيات التي تقول
يعاتبني في الذئب قومي لأنني
فقأت له عينا فهاج واقصروا
لو هم أعانوني عليه بضربة
فقأنا له الأخرى فما عاد يبصرُ
أجود بأنفاسي لينجو اخوتي
وما همني لو يكسبون وأخسر
رحل أنس، وبفقده صمتت حنجرة الحق، وصرنا بعده أيتام الصوت الحر.
نم قرير العين يا أنس، لا خوفٌ ولا جوع، لا حزن ولا فقد، وسلام عليك يوم ولدت، ويوم رحلت ، ويوم تبعث حيًّا.
وكالة نيروز الإخبارية
لا مانع من الاقتباس واعادة النشر شريطة ذكر المصدر { وكالة نيروز الإخبارية } الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها فقط. © 2019 - جميع الحقوق محفوظة.
, بريد الكتروني : khalil.aljbour11 [at] gmail.com للإتصال : 0790980000
تصميم و تطوير 