أعرفها جيدًا منذ أن كانت طالبة في جامعة اليرموك، ثم صحفية في الصحف اليومية، منها صوت الشعب، قبل أن تتنقّل بين المواقع والمناصب، وصولًا إلى مواقع الاستشارة في الوزارات.
سامية ليست موظفة في الإعلام، بل صحفية بالمعنى العميق للكلمة؛ مهنية، دقيقة، تؤمن أن الصحافة رسالة، وأن قدسيتها تكمن في الالتزام بالمعايير لا بالضجيج.
من رعيلٍ حمل الكلمة كأمانة، وعاشها كهوية، ورفض أن يفرّط فيها حتى بحرف واحد. ولم يؤخذ عليها زلّة، ولم تُعرف إلّا بالجدية والإخلاص والولاء لهذا الوطن.
التقاعد سنة من سنن الحياة، لكنه لا يُسقط عن الصحفي هويته، فالصحافة ليست وظيفة تُغلق بقرار، بل ممارسة يومية تلازم صاحبها ما دام على قيد الحياة. وسامية ستبقى سنديانة راسخة من سنديانات الصحافة الأردنية، شاهدة على جيلٍ تربّى على الانتماء للوطن والكلمة الصادقة.
الحمد لله على السلامة أم عصام، وكل الأمنيات لكِ بالتوفيق في القادم من الأيام. ستبقين في الذاكرة، وفي المشهد، وفي الضمير الصحفي الأردني، كما كنتِ دائمًا: مخلصة للوطن وأهله ورسالة الكلمة.