2025-12-13 - السبت
الفيفا: 5 ملايين طلب لحجز تذاكر كأس العالم nayrouz مقتل عسكريين أميركيين ومترجم مدني في سوريا nayrouz مؤسسة المواصفات والمقاييس: حظر بيع المدافئ المتسببة بالاختناقات nayrouz ماضي يكتب : عصام فخر الدين nayrouz الأردن يدين مصادقة إسرائيل على إقامة 19 مستوطنة غير شرعية في الضفة الغربية nayrouz الطائرة الصينية المسيّرة العملاقة «جيوتيان» تنفّذ أول رحلة تجريبية ناجحة nayrouz مراكز الشباب في إربد تطلق برامج توعوية تعزز الوعي والمسؤولية nayrouz غزة تستغيث والسودان تنزِف. nayrouz الأمير راشد بن الحسن يرعى حفل تخريج خريجي المرحلة الأولى من برنامج التايكوندو nayrouz لجنة أممية تزور القنيطرة السورية لتوثيق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي nayrouz ورشة توعوية للمصانع الغذائية في محافظتي جرش وعجلون nayrouz تنظيم الطيران المدني يبحث تعزيز التعاون الجوي مع تيمور الشرقية خلال مؤتمر ICAN 2025 nayrouz داودية يكتب يزن النعيمات ابن الشعب الأردني !! nayrouz الدوري الألماني: يونيون برلين يجرّ لايبزيغ لهزيمة مريرة nayrouz إشادة غوارديولا تعيد فتح ملف مستقبل رودريغو مع ريال مدريد nayrouz الجراح: نعمل على دعم وتعزيز مشاركة المرأة اقتصاديًا nayrouz أبو زيد تكتب خربشات هادئة nayrouz مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي العجارمة والعمايرة والرحامنة والنجار وأبو حسان...صور nayrouz فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في جرش غدا nayrouz روبرت ليفاندوفسكي اتخذ قراره النهائي بشأن مستقبله في برشلونة nayrouz
وفيات الأردن ليوم السبت 13 كانون الأول 2025 nayrouz المركز الجغرافي الملكي الأردني ينعى فقيده الشاب محمد النجار وعائلته nayrouz وفاة الزميل الصحفي بسام الياسين nayrouz محمود محمد الحوري " ابو اشرف" في ذمة الله nayrouz عزاء عائلة النجار...إثر حادث أليم ناتج عن تسرّب غاز المدفأة. nayrouz وفيات الأردن ليوم الجمعة 12 كانون الأول 2025 nayrouz الخريشا تنعى وفاة شقيقة عطوفة الدكتور نواف العقيل العجارمة nayrouz الزبن ينعى وفاة شقيقة الدكتور نواف العجارمة nayrouz وفاة الطفل فيصل الدروبي… غصّة في القلوب nayrouz شقيقة الوزير الاسبق نوفان العجارمة وأمين عام التربية نواف في ذمة الله nayrouz وفاة الحاج عيد عبدالله الفلاح العبداللات nayrouz أحمد عاصم الحنيطي ينعي وفاة السيدة هالة الجيطان أرملة اللواء الراحل سليم الصابر nayrouz وفاة الشاب امجد سالم عايد الرحامنه إثر حادث سير مؤسف nayrouz الحاج فلاح الربابعة في ذمة الله nayrouz عبدالله مذهان الدهامشة "ابو حكم" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 11 كانون الأول 2025 nayrouz وفاة المهندس مصعب بدر السعايده إثر حادث سير مؤسف في جدة nayrouz وفاة الحاج محمد أحمد أبو جعفر السواركه nayrouz شكر على التعازي بوفاة الحاج أحمد مفضي قطيش nayrouz وفاة المختار ابراهيم طايل الحبر الحماد "ابو مصعب' nayrouz

"من ثلاثين إلى سبعين جدلية الرقم والقدر"

{clean_title}
نيروز الإخبارية :



د. عمّار محمد الرجوب

في صباحٍ كهذا، حين تُعلن نتائج التوجيهي، يقف العالم للحظة، لا ليستمع فقط إلى الأرقام، بل ليستمع إلى نبضات القلوب، إلى صدى الدعاء الذي يعلو في البيوت، إلى الصمت الذي يملأ العيون بانتظار الرقم الصغير الذي يحمل في طياته أحلام العمر ومخاوف المستقبل. كل بيت، كل أسرة، كل طالب، يعيش تجربة فريدة، وكأن الرقم الذي سيظهر ليس مجرد رقم، بل انعكاس لمصيرٍ أوسع، وتجسيد لفلسفة الحياة كلها: كيف نواجه الخوف، كيف نحول القلق إلى إدراك، وكيف نعلم أن النجاح ليس مجرد درجة على ورقة، بل رحلة للروح والعقل معاً.
التوجيهي لم يعد مجرد امتحان عابر، بل صار تجربة وجودية، لحظة تتجسد فيها فلسفة التعليم في أصدق صورها. اليوم، لأول مرة يُحسب المعدل من ثلاثين، خطوةٌ أثارت جدلية لا تنتهي بين من يراها رحمة للطلاب، وبين من يراها عبئاً جديداً يضاعف رهبة العام القادم. الرقم هنا ليس أداة قياس فحسب، بل مرآة للروح، يختبر قدرة الطالب على مواجهة ذاته، وصبر الأسرة على القلق، ومدى نضج المجتمع في فهم تجربة الشباب.
الأهالي يعيشون لحظة مزدوجة بين الرجاء والخوف. بعضهم يبتسم للرقم ويهمس: الحمد لله، بداية موفقة. وبعضهم يئن داخلياً: هذه مجرد محطة أولى، والسبعون بالمئة هي المحك الحقيقي الذي سيحدد الطريق. وهنا تتكشف المفارقة العميقة: نحن دوماً بين الطمأنينة المؤقتة والخوف المؤجل، بين الرضا والقلق، بين ما نأمل وما يخشاه قلبنا.
أما الطالب، فهو الأكثر هشاشة وقوة في آنٍ واحد. هش لأنه يُقاس بلحظة، وقوي لأنه رغم كل شيء يحلم، ويواجه، ويترجم التعب والخوف إلى معرفة ووعي. يكتشف أن الامتحان ليس مجرد ورقة للإجابة، بل اختبار للذات، للقدرة على تحمل القلق، لمصارحة النفس بمكامن الضعف والقوة، ولتحويل الشك إلى يقين، والخوف إلى صبر، والرقم إلى فهم أعمق لمعنى الحياة.
خبراء التربية تحدثوا عن هذا النظام وكأنهم يستشرفون المستقبل البعيد. بعضهم رآه خطوة نحو التدرج والمرونة، فرصة لإعادة التوازن وبناء الثقة، لكن آخرين حذروا من أن النظام الجديد قد يزيد رهبة السنة الثانية، لأنها ستصبح مركز الثقل ومصدر القلق الأكبر. ومع ذلك، يبقى السؤال الفلسفي الأعمق: هل نعلّم أبناءنا ليجتازوا امتحاناً، أم نعدّهم ليجتازوا الحياة؟
التعليم لم يكن يوماً مجرد درجات أو أرقام، بل مشروعاً وطنياً وفلسفياً في آنٍ واحد. حين تغيّر الدولة نظاماً تعليمياً، فهي لا تغيّر معادلة رياضية فحسب، بل تعيد تعريف معنى النجاح والفشل، وتعيد صياغة العلاقة بين المواطن وواقعه. نحن لا نزرع في عقل الطالب معرفةً فقط، بل نصنع إنساناً حراً، واعياً، قادراً على مواجهة الحياة.
الأرقام صامتة بطبيعتها، لكنها تتحول في وعي الطالب والمجتمع إلى اختبار للكرامة والأمل. الرقم مرآة للروح، يكشف كيف نتعامل مع النجاح والفشل، ويعيد تشكيل إدراكنا لطبيعة الحياة نفسها. وكما قال التربوي جون ديوي: التعليم ليس إعداداً للحياة، بل هو الحياة ذاتها. إذا قرأنا الرقم بهذه العدسة، سنفهم أن الامتحان مجرد وسيلة لتجريب ذواتنا، لا الحكم النهائي علينا.
في هذه اللحظة، يظهر البعد النفسي والاجتماعي للتجربة. الخوف والقلق جزء من النمو، والأمل والنجاح جزء من الوعي. الطالب الذي يتعلم مواجهة القلق في هذه السن، هو الإنسان الذي سيواجه الحياة لاحقًا بصبر وحكمة. أما المجتمع، فهو الذي يراقب الرحلة ويستفيد من كل تجربة لتصحيح الطريق، ليبني وطناً يقدّر أن أعظم ثرواته ليست في الموارد، بل في عقول الشباب وقلوبهم.
ها نحن على أعتاب العام القادم، حيث السبعون بالمئة تنتظر كقمة جبل يلوح في الأفق. البعض ينظر إليها برهبة، والبعض يراها فرصة، لكن الحقيقة أن الطريق لا يُقاس بما يخيفنا، بل بما نزرعه من إرادة وأمل. هذه التجربة قد تكون بداية لتغيير حقيقي إن أحسنا قراءتها، وقد تكون عثرة إن حكمنا عليها قبل أن تُعطى وقتها. الحكمة أن نصبر، أن نراقب، وأن نمنح للتجربة حقها، وأن نفهم أن الامتحان الأكبر ليس على الورق، بل في بناء إنسان يعرف كيف يواجه الحياة بعقلٍ حر وروحٍ مطمئنة.
أيها الآباء والأمهات، إن أبناءكم ليسوا أرقاما، بل أحلاماً تمشي على الأرض. امنحوهم الحب قبل النصيحة، الطمأنينة قبل الملاحظات، والاحتواء قبل العتاب. أيها الطلاب، أنتم أبناء هذه الأرض التي اعتادت أن تنجب من المحن أبطالاً، ومن الأزمات أملاً جديداً. اجعلوا التوجيهي تجربة لا تكسركم، بل تبني فيكم معنى الصلابة. لا تقيسوا أنفسكم بالرقم وحده، فقيمة المرء بما يقدمه من فكرٍ وإبداع، لا بما يكتبه على ورقة امتحان.
وأما الوطن، فإن أعظم ثرواته ليست ثروات الأرض ولا أرقام البنوك، بل عقول شبابه وقلوبهم النابضة. فلتكن هذه التجربة بداية لإعادة بناء علاقة صادقة بين الدولة وشبابها، بين المدرسة ورسالتها، بين العلم وغايته. لنعلم أن الأمم لا تنهض بالامتحانات وحدها، بل بالنفوس التي تُدرك أن التعليم رسالة مقدسة، تصنع مواطناً حراً ومسؤولاً، وتبني وطناً أكبر من أي رقم.
وهنا اقول....
"حين يتحول الامتحان إلى فلسفة، يصبح النجاح أن تفهم ذاتك قبل أن تكتب إجابتك".
واقول شعري....
إذا ضاقت خطى الدنيا فلا تيأس من السبيلِ
ففي قلب الصغير نهارُهُ، وفي عزمه جيلُ

وما المعدل إلا طيفُ رقمٍ على الورقِ
أما الحياة فتصنعها الأرواح لا الدرجاتِ.
whatsApp
مدينة عمان