في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة، وقف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليحمل صوت الحق والعدالة، ويجدد موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم.
جاءت رسائل جلالته واضحة وصريحة، داعيًا إلى إنهاء الحرب في غزة فورًا، ومشدّدًا على أن استمرارها يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويهدد القيم الإنسانية. وأكد جلالته ضرورة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، لأن حياة الأبرياء لا يجب أن تكون رهينة للسياسات.
كما تناول جلالته الإجراءات الأحادية في الضفة الغربية، بما فيها عنف المستوطنين، مؤكدًا أنها تقوض فرص السلام ويجب وقفها فورًا. وأشار إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين من قبل عدد متزايد من الدول هو خطوة تاريخية يجب أن تتبعها إجراءات عملية لدعم هذا الحل.
وكانت القدس في قلب الخطاب، حيث شدد جلالته على أنها ليست مجرد قضية سياسية، بل رمز عالمي للسلام والتسامح، مؤكدًا أهمية الوصاية الهاشمية في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
وخاطب الملك العالم قائلاً إننا أمام خيار مصيري: إما أن نختار طريق السلام المبني على العدالة، أو نظل أسرى للصراع والدمار.
لم يكتفِ جلالته بالتنديد، بل دعا إلى تحرك دولي حقيقي، وإلى التزام جماعي بإنهاء هذا الصراع الطويل، وإعادة الأمل لشعب أنهكته الحروب. رسالة الأردن كانت واضحة: نحن مع السلام، مع العدالة، ومع حق الفلسطينيين في دولة مستقلة، ومع مستقبل يُبنى على الأمل لا الألم.