لحمد لله الذي زين ألسنة العارفين بذكر حبيبه، وطهر قلوب المشتاقين بمحبة نبيّه، وجعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بابًا للفوز بالقرب منه، وسبيلًا للارتقاء في معارج أنواره.
إن الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليست مجرد كلمات تتلوها الألسن، بل هي سر عظيم ودواء لطيف يغسل أدران القلب كما يغسل الغيث غبار الأرض، ويجعل الأرواح صافية ومستعدة لتلقي أنوار الملكوت.
فإذا ذكر العبد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يخرج من قلبه شوق، ومن لسانه نور، ومن روحه طهارة، فقد قال الله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ»، وحين يصلي الإنسان عليه، يشرف نفسه بالانضمام إلى الموكب الإلهي، وتركب روحه سفينة الملائكة في بحر النور.
ويحث الكاتب الشيخ صالح راتب الطبور محبي النبي صلى الله عليه وسلم على أن يكون لسانهم رطبًا بالصلاة عليه، فهي زينة الأقوال، ترفع الكلام من حضيض العادة إلى ذرى العبادة، وتحول أنفاس الإنسان العادية إلى نفحات قدسية، ويغدو المجلس رحمة، ويصبح الجليس روضة من رياض الجنة.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي جسر العاشقين، ومفتاح العارفين، وكنز السالكين، وورد الأولياء الذي لا يملون منه، وبه يذوق المحبون حلاوة القرب من الله.
لذلك، ينبغي على الذاكر أن يكثر من الصلاة على حبيب الله، عسى أن يطهر روحه ببركتها، ويزين قوله بنورها، ويجعله من الواردين على حوضه الشريف، المستقلين بشفاعته، النازلين في حضرته.
اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة تطهر الأرواح، وتزين الأقوال، وتفتح أبواب الوصول إلى رضوانك، يا أرحم الراحمين.