" يا ناحرن صوب مغاريب عباد صوب الاجاويد في عيرا ويرقا " .
مغاريب الابطال ؛ هنا كانت صولة من صولات الكرامة ، هنا كان اول دويّ المدافع للنصر .
السلام لعيرا ويرقا واهلها جميعا ، لي فيهما باقة اثيلة وعذية من رفاق السلاح ؛ جميعهم " كماة أباة أسود الشرى" ، اسمحوا لي ان اخص بالذكر هنا الجنرال العتيد عاكف ابو اسلام الضابط الذي لم تغيره المناصب ولا المواقع على اختلافها ، ظل وفيا متواصلا ، لم يغير رقم هاتفه ولم يغلقه، ان لم يستطع الاجابة ؛ رد برسالة ولو بعد حين ، يعكس بذلك نبل الضابط واصالة العشيرة .
يا سائلاً ؛ نحن العبابيد ، شامة البلاد وركنها العتيد
اهل المروءة والشهامة وفي الوغى فرسانها الصيد .
ما خاب من قال ان بلاداً ما بها عباد ضاعت حقوقها ؛ ف عباد كرسي البلاد وعمودها واوتادها وحصنها المنيع :
" سيرت قلبي يم مشاريف عباد واشرفت رجم به كثير القرايب
ناديت يا عباد يا ملح البلاد من سيلها للسيل عز وطنايب
كن الكرم والجود والطيب لا زاد دوم بسما عباد مثل السحايب " .
في معركة الكرامة التي كسرت فيها شوكة العدو ، وحطمت في اتونها أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، كان الهجوم على اربعة محاور احداهما وهمي ، اثنان على واجهة عباد العارضة ووادي شعيب ، والثالث محور ناعور على واجهة العدوان وبني عجرم ، في الكرامة كان للعشائر صولة وجولة في ميادين المعركة كرديف مساند للجيش :
" فيا كتب التاريخ هل بعد جيشنا على صفحات الارض أُسد اوادمُ
سلي الافق الغربي عن يومنا الذي انحنت شمسه والحق بالنصر غانمُ
وعن دربنا المحفوف بالغار حينما قطعناه والارواح فيه تزاحمُ
ويشهد اذار العزيز بعزنا وجيشهم المقهور بالعار نادمُ " .
كان لعيرا ويرقا في الكرامة راية ورأي ، كما كان للمدفعية السادسة المدفعية المجنونة التي تربض في بيرتها دويّها وردعها ، في عيرا ويرقا كان العبابيد شبابا وشيب جنودنا مع الجنود ، وكانت زغرودة النشميات العباديات حافزاً للمعنويات واستمطارا للنصر :
في الكرامة كانت عيرا ويرقا ارض المدافع
وكانت عرضة عباد سواعد المصانع
ومعدي وداميا كانت لجيش العدو المعامع .
عيرا في السريانية تعني المستيقظ أو النابه وتعني ايضا المدينة الخضراء .
ويرقا جاء اسمها من الفعل رقى اي ارتفع وسما .
في الموروث ان عيرا ويرقا ابنتا سلطان حكم هذه البلاد في غابر الزمان .
عيرا ويرقا اضافة ايجابية في قاموس الوطن النهضوي ، ففي الجيش فرسانها حملوا شرف الاعلام الرفيعة ، وفي مجال الطب لهم بصمة ، وفي الجامعات منهم علماء اجلاء ، وفي الصحافة اعمدة عظام... أنّى نظرت وجدتهم شموع مضيئة في كل محفل .
يحق للشاعر ابن اللبانة ان يتحسر على الجد الامير المعتمد ابن عباد حيث قال :
" تبكي السماء بدمع رائح غادي على البهاليل من ابناء عبادِ
على الجبال التي هدت قواعدها وكانت على الارض منهم ذات اوتادِ " .
" لهفي على آل عباد فأنهم أهّلةٌ ما لها في الافق هالاتُ " .