في ظل التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه الأردن، تبرز قضية الهوية الوطنية كمحور أساسي لتعزيز الاستقرار والمنعة الوطنية.
إن الحديث عن القضية الفلسطينية في الأردن، وما يرافقها من خطابات تتعلق بالهوية الجامعة و"شعب واحد مش شعبين" أو "شتى المنابت والأصول"، يتطلب مقاربة دقيقة وحساسة تضمن الحفاظ على النسيج الوطني الأردني، وتعزز الولاء للأردن ومؤسساته، بما في ذلك العرش الهاشمي والجيش الأردني.
لا شك أن القضية الفلسطينية تمثل قضية عادلة ومحورية في وجدان الأردنيين، الذين دعموا ويدعمون الحق الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم.
لكن هذا الدعم يجب أن يكون موجهاً لتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية ومؤسسات الدولة الفلسطينية، وليس كأداة لتحقيق مكاسب سياسية أو اجتماعية داخل الأردن.
إن استغلال القضية الفلسطينية من قبل البعض كوسيلة لتوسيع النفوذ أو تحقيق مكاسب مادية أو سياسية ينطوي على مخاطر تهدد استقرار الأردن وتماسك مجتمعه.
إن الأردني من أصل فلسطيني، الذي ارتبط بالأردن قبل فك الارتباط بعقود، هو جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الأردني.
هذا المواطن، الذي يفخر بأصله ويحترم جذوره، يبقى ولاؤه الأول والأخير للأردن، للهوية الوطنية الأردنية، وللعرش الهاشمي الذي يمثل رمز الوحدة والاستقرار.
إن أي محاولة لإعلاء أي هوية فرعية على حساب الهوية الوطنية الأردنية تُعدّ تجاوزاً يهدد الوحدة الوطنية ويُضعف من منعة الدولة.
إن مقياس المواطنة الأصيلة يكمن في الولاء للأردن وشعبه ومؤسساته.
هذا الولاء ليس شعاراً، بل سلوك يومي يتجلى في العمل من أجل استقرار الأردن ونموه، وفي احترام القانون والمؤسسات الوطنية، وفي تعزيز الوحدة بين أبناء الشعب الواحد. إن الأردن، بتاريخه العريق وقيادته الهاشمية، يستحق منا جميعاً أن نضع مصلحته العليا فوق أي مصلحة جزئية أو فئوية.
في هذا السياق، يجب أن نكون حذرين من الخطابات التي تسعى إلى استغلال قضايا عادلة كالقضية الفلسطينية لخدمة أجندات خاصة.
إن دعمنا للحق الفلسطيني يجب أن يكون واضحاً وصريحاً: نعم لدولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية، ونعم لهوية فلسطينية قوية تجمع شتات الشعب الفلسطيني داخل مؤسساته الوطنية.
وفي الوقت ذاته، نعم للأردن كوطن جامع يحتضن كل أبنائه تحت راية الهوية الوطنية الأردنية.
ختاماً، إن الولاء للأردن وللعرش الهاشمي هو البوصلة التي توجه المواطنة الحقيقية. فلنحافظ على هذا الولاء كقيمة عليا، ولنعمل معاً من أجل أردن قوي، موحد، ومزدهر، يبقى دائماً واحة الاستقرار في محيط مضطرب.