مشاجرات الجامعات ليست نتاج قوة أو شجاعة، بل نتيجة جهل وضياع بوصلة الهدف الحقيقي من التعليم. كثير من الطلبة لم يتوقفوا لحظة ليتأملوا كيف يتحمل ولي أمرهم عناء جمع رسوم الفصل الجامعي، ولا كم من الجهد والمعاناة يبذل لتأمين مصروفهم اليومي.
تلعب الجامعة دوراً مهماً في الحد من هذه الظاهرة من خلال إشغال الطلاب بالمحاضرات والأنشطة العلمية، وعدم ترك وقت فراغ طويل قد يؤدي إلى الانحراف أو البحث عن بطولات زائفة. الاستراحات القصيرة والمضبوطة ضرورية، لكن ترك الطلاب بلا إشغال يعرضهم لمفسدة الفراغ.
يستغرب المرء من الطالب الذي تجاوز السن القانوني ولا يشعر بمعاناة أهله في ظل الظروف الشاقة لتوفير لقمة العيش ومصروفه اليومي، ويبحث بدل ذلك عن بطولات زائفة في مشاجرات لا قيمة لها. المؤسف أيضاً استغلال بعض وسائل الإعلام وبعض الكتاب لهذه الأحداث لإثارة الفتنة، في حين أن الأسباب الحقيقية للمشاجرات تافهة ومعروفة للجميع.
نحتاج إلى وعي وإشغال بناء، لا إلى كلمات سامة أو أيدي عنيفة. الجامعة ليست ساحة صراع، بل منبر لبناء المستقبل وتحقيق الطموح.
أتقوا الله في آبائكم الذين يعتاشون على دخل متهالك، واحرصوا على تقدير تعبهم وجهودهم بدلاً من الانغماس في مشاجرات لا فائدة منها.
عند إيذاء أي شخص، تذكر أن هذا قد يكلف والدك تكاليف خيالية من أموال العلاج والمستشفيات الخاصة، أو قد يتسبب بضياع مستقبلك في مراكز الإصلاح.