يُجسّد خطاب العرش السامي الذي يُلقيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في افتتاح الدورات البرلمانية، محطة وطنية مهمة تعكس توجّهات الدولة وأولوياتها للمرحلة المقبلة. فهو ليس مجرد خطاب بروتوكولي، بل وثيقة سياسية شاملة ترسم خارطة طريق للإصلاح والبناء.
يؤكد جلالته في كل خطاب على الثوابت الوطنية الراسخة: دولة القانون والمؤسسات، العدالة والمواطنة، والانتماء الصادق للأردن وقضايا الأمة. كما يشدّد على ضرورة المضي في مسارات التحديث الثلاثة: السياسي، والاقتصادي، والإداري، باعتبارها ركيزة أساسية للنهوض الوطني وتحسين مستوى المعيشة وتعزيز المشاركة الشعبية.
ويتناول خطاب العرش دائمًا الدور الإقليمي للأردن، وخاصة الموقف الثابت من القضية الفلسطينية، والدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية تحت الوصاية الهاشمية، تأكيدًا على التزام الأردن التاريخي بمسؤولياته تجاه الأشقاء.
كما يحمل الخطاب دعوة صريحة إلى العمل والإيجابية، وتحفيز الشباب على المشاركة والإبداع، استنادًا إلى قناعة جلالته بأن "الوطن لا يُبنى إلا بسواعد أبنائه”. وهي رسالة دائمة بأن التغيير الحقيقي يبدأ من الإرادة الوطنية، والعمل الجاد، والتكاتف الشعبي.
إن خطاب العرش السامي هو صوت الدولة الأردنية في أبهى صورها: قيادة حكيمة، وشعب واعٍ، ومؤسسات تسير بخطى واثقة نحو المستقبل، ومن خلاله، تتجدد الثقة بين القائد وشعبه، ويتعزز الإيمان بأن الأردن سيبقى قويًا بمبادئه، راسخًا في مواقفه، وماضيًا بثبات في مسيرة الإصلاح والإنجاز.