في كل مجتمع، هناك من يكتب ليُصلح، وهناك من يكتب ليهدم. وبين هذين، تكمن مسؤولية الكلمة العظيمة؛ فهي ليست مجرد حروف تُلقى على الورق، بل أداة تؤثر في نفوس الناس وتوجّه مشاعرهم وأفعالهم.
الكلمة مسؤوليّة، والناس تُصغي، وبعضهم قد يقرأ اليأس على أنه حكم نهائي بالموت للوطن — وهذا ما لا نرضاه لا لك ولا لوطننا.
القلق موجود، لأنه دليل حبّنا واهتمامنا بالوطن، لكن الخوف المفرط مرفوض.
القلق الإيجابي هو الذي يُنتج فعلًا، ويحرّك العزائم، ويحوّل الطاقة إلى إنجازات ملموسة. أما بثّ الإحباط، فهو ضرب من الهدم لا النقد، ومن الضعف لا الصراحة.
الأردن لا يُبنى بالشكوى واليأس، بل بالاعتراف بالمشكلة والعمل على حلّها.
لا نحتاج من يجلد وطنه، بل من يضمد جراحه، ويضع كل كلمة وكل جهد في خدمة الحل.
ولا نحتاج من يصف الظلام، بل من يوقد شمعة في طريق الأمل ويشاركها مع الآخرين.
فلنحوّل القلق إلى طاقة، واليأس إلى إصرار، والكلمة إلى فعل.
الوطن الذي أنجب رجالًا ونساءً مؤمنين بوطنهم، قادر دومًا على النهوض، مهما اشتدّت العواصف، ومهما تبدّلت الظروف.
الكلمة التي تُكتَب بحبّ الأردن، وبإيمانٍ بقدرات أبنائه، تُصبح لبنةً في بنائه، لا معولًا في هدمه.
فلنكتب لنزرع الثقة، ولنحرك الفعل، ولنُثبت أن الأمل ليس شعورًا عابرًا، بل إرادة متجددة تتجسّد في كل عمل، وفي كل مبادرة، وفي كل نجاح صغير أو كبير