يستحضر الأردنيون اليوم ذكرى ميلاد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، بما تحمله من معانٍ وطنية عميقة تتجاوز حدود الزمن. فالحسين لم يكن مجرد ملكٍ مرّ على صفحات التاريخ؛ بل كان حجر الأساس الذي انطلقت منه مرحلة الدولة الحديثة، ورمزًا لقيادة واجهت التحولات الكبرى بثباتٍ وعقلانية ورؤية واضحة.
عبر عقود طويلة، استطاع الحسين أن يرسّخ نهجًا يقوم على حماية الوطن، وتعزيز مؤسساته، وإبقاء الأردن ثابتًا وسط التحديات الإقليمية التي عصفت بالمنطقة. كان قريبًا من شعبه، حاضرًا في تفاصيل الدولة، ومتمسكًا بثوابت لم تتغيّر، ليغدو حضوره جزءًا أصيلًا من الذاكرة الوطنية.
ولا يمرّ استذكار الحسين لمجرد استحضار الماضي، بل لقراءة امتداد إرثه في حاضر الدولة اليوم. فالمسار الذي وضعه، والنهج الذي اعتمده، يواصله جلالة الملك عبدالله الثاني بثباتٍ ومسؤولية، جاعلًا من استقرار الأردن وأمنه أولوية لا تراجع عنها. كما يمضي ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله على ذات الطريق، بثقة الجيل الجديد ورؤيته لمستقبل الدولة.
إن ذكرى ميلاد الحسين هي لحظة تحضر فيها قيمة القيادة الحقيقية؛ قيادة تعتمد على الإخلاص للوطن، وعلى رأيٍ موزون، وعلى قدرةٍ صادقة في جمع الأردنيين حول مشروع دولة آمنة وقوية.
رحم الله القائد الباني، وأسكنه فسيح جناته، وحفظ الأردن وقيادته الهاشمية، ليبقى هذا الوطن ثابتًا كما أراده الحسين عصيًّا على التحديات، وواثقًا بمستقبله.