في ذلك الصباح الذي بدا أثقل من عادته، استفاق الأردن على خبرٍ يشبه سقوط عمود من أعمدة الوقار في هذا البلد.
رحل الشيخ جمال، الرجل الذي كان حضوره يسبق اسمه، وهيبته تُعرِّف عنه قبل أن يتكلم. حين أعلن نبأ وفاته قبل يومين، بدا المشهد كأن الأردن أوقف ضجيجه لحظة واحدة، ليفهم أن واحدًا من رجالاته الكبار غادر دون أن يصنع ضجيجًا، كما عاش دائمًا: ثابتًا، واثقًا، صريحًا، يعرف قدر الدولة وتعرف هي قدره.
رحمه الله… وطيب ثراه… وجبر قلب الأردن برحيل واحد من أنبل أبنائه وأصدقهم حضورًا.