في زمن تتفاوت فيه الإمكانيات وتختلف فيه الظروف، ينهض النشامى ليقدّموا درسًا جديدًا للعالم أن العزم الأردني لا يقاس بالدعم المادي، بل بروح شعب يعرف تمامًا معنى الانتماء.
منتخبنا الوطني رغم محدودية الموارد، يتصدر المشهد في البطولة العربية، ويغمر الشارع الأردني بفرحٍ نادر، ويخطف الأنظار ويكسب محبة الجماهير العربية التي رأت فيه رجولةً تليق بأبناء هذا الوطن.
لقد وضع الأردن قدمه بثبات على الخارطة الكروية ليس كضيف عابر بل كرقم صعب لا يمكن تجاهله في الساحة العربية والآسيوية.
إنجازات تسطرها أقدام اللاعبين، وتكتب بحروف من ذهب في ذاكرة الرياضة.
وبين كل هذا الحضور اللافت كان الداعم الأول والمنارة التي تضيء طريق الرياضيين جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين فمنذ سنوات، وجلالته يرسّخ ثقافة الدعم الحقيقي للرياضة والشباب، بإيمانه الراسخ بأن الاردن قادر على أن ينافس مهما كثرت التحديات. حضوره، اهتمامه، رسائله، كلها كانت وقودًا يشعل الحماس في صدور اللاعبين.
وإلى جانب الملك، جاءت لمسة خاصة من ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي لم يكن مجرد متابع، بل رفيقًا للمنتخب في المحافل الكبرى، يقدم الدعم المادي والمعنوي، ويُذلل الصعاب، ويغرس في الفريق ثقةً لا تتزعزع بأن الأردن دائمًا يستحق المركز الأول.
أما الجمهور الأردني… فذلك قصة أخرى جمهور لا يشبه سواه، جمهور صنع من المدرجات لوحة لا تُنسى هتافاتهم، أهازيجهم، أعلامهم التي ترفرف كأنها نبض واحد لقلب واحد، قدمت للعالم نموذجًا للتشجيع الحضاري الراقي، فكانوا اللاعب رقم 12 والروح التي دفعت النشامى ليقاتلوا حتى آخر دقيقة.
اليوم منتخبنا ليس مجرد فريق، بل عنوان لنهضة رياضية، ودليل على أن الإرادة إذا اجتمعت مع قيادة حكيمة وجمهور وفيّ، فإن المستحيل يتساقط أمامها، النشامى ليسوا إنجازًا عابرًا بل شهادة جديدة على أن الأردن مهما صغرت إمكانياته، يبقى كبيرًا بحلمه وتحقيقه، وعظيمًا بأبنائه.
عاش الاردن العظيم ودامت القيادة الهاشمية السديدة .