حذر برنامج الأغذية العالمي، من تحول الأزمة في الكونغو الديمقراطية جراء استمرار القتال، إلى "كارثة جوع"، مشيرا إلى تكثيف جهوده لتقديم مساعدات منقذة للحياة لأكثر من 210 آلاف من أشد الفئات ضعفا في البلاد. وأوضح البرنامج في بيان، أن المجتمعات المتضررة تواجه أوضاعا بالغة الصعوبة، حيث تفتقر إلى المياه الصالحة للشرب والرعاية الطبية وسبل العيش، مشيرا إلى أن أعمال العنف أجبرت الكثيرين على الفرار إلى البلدان المجاورة بحثا عن الغذاء والمأوى. وحذر من أن أزمة الجوع في البلاد قد "تهدد بالتفاقم دون اتخاذ إجراءات عاجلة"، مضيفا أن النازحين ليسوا وحدهم من هم في أمس الحاجة للمساعدة، بل العائلات التي تُوفر لهم المأوى كذلك. وأضاف البرنامج: "تعيش بالفعل تلك العائلات في مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، وتتقاسم ما تبقى لديها من طعام مع جيرانها النازحين، مما يدفعهم جميعا نحو اليأس التام". وأكد البرنامج الأممي، على أنه بدون دعم عاجل وتمويل إضافي، لا يمكنه الاستجابة لأزمة تُهدد بالتحول إلى "كارثة جوع"، لافتا إلى أن هذه الأزمة تأتي في وقت تعاني فيه عملياته بالفعل من نقص حاد في التمويل. وبين أن الحفاظ على استمرار العمليات في جميع برامجه خلال الأشهر الستة المقبلة، يحتاج بشكل عاجل إلى 350 مليون دولار أمريكي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، و39 مليون دولار في بوروندي، و17 مليون دولار في رواندا. وتشير التقديرات إلى أن نحو نصف مليون شخص أُجبروا على النزوح من منازلهم منذ اندلاع القتال في البلاد في بداية ديسمبر الجاري، وأن الخدمات الأساسية على وشك الانهيار، بسبب نهب المرافق الصحية، وعدم توفر الأدوية، فيما لا تزال المدارس مغلقة الأمر الذي حرم أكثر من 391 ألف طفل من التعليم.