تسببت عواصف شتوية قوية ومتتابعة تجتاح ولاية كاليفورنيا الأمريكية في أضرار واسعة النطاق وسقوط عدد من القتلى، وسط تحذيرات من استمرار الظروف الجوية القاسية وتأثيرها على البنية التحتية والمواطنين. وأعلن حاكم الولاية غافين نيوسوم أمس الخميس حالة الطوارئ في ست مقاطعات تشمل لوس أنجلوس وأورانج وريفرسايد وسان برناردينو وسان دييغو وشاستا، ما يتيح للحكومة تعبئة الموارد الإضافية وطلب المساعدة الفيدرالية لإدارة الأزمة. وارتفع عدد القتلى إلى أربعة أشخاص على الأقل، حيث توفي رجل في الستينيات بعدما سقطت شجرة عليه خلال عاصفة في سان دييغو. وفي مقاطعة ميندوسينو على الساحل الشمالي، توفيت امرأة في السبعين من عمرها بعدما جرفتها موجة عاتية أثناء تواجدها في متنزه ماكيريشير. كما توفي سائق بعد أن حوصر في سيارته المغمورة بالمياه في منطقة ريدينغ، ونائب قائد شرطة في مقاطعة ساكرامنتو نتيجة حادث سيارة مرتبط بالطقس. وتسببت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية في انقطاع الكهرباء عن نحو 140 ألف مشترك في أنحاء الولاية، قبل أن تتمكن فرق الصيانة من استعادة التيار لآلاف السكان، بينما بقي حوالي 92 ألف مشترك دون كهرباء. وفي جبال سييرا نيفادا، أدى تساقط الثلوج بكثافة إلى ظروف عاصفة ثلجية، مع توقعات بهطول ثلوج تصل إلى 1.8 متر في المناطق المرتفعة، فيما وصلت سرعة الرياح إلى 145 كم/ساعة، ما دفع السلطات إلى نصح السكان بعدم السفر في المناطق الجبلية وتجنب المناطق التي تضررت حديثا من حرائق الغابات حفاظا على سلامتهم. وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن الأمطار الإضافية قد تزيد من خطر تدفق الحطام والانهيارات الطينية في المناطق المشبعة بالمياه والتي تعرضت سابقا لحرائق الغابات، إذ فقدت هذه المناطق الغطاء النباتي وأصبحت أقل قدرة على امتصاص المياه. وطالبت السلطات السكان بـتوخي الحذر، ومراقبة التحديثات الجوية باستمرار، وتجنب التنقل غير الضروري، خاصة في المناطق الساحلية والجبلية المتأثرة بالعواصف، حفاظا على الأرواح والممتلكات.