في توقيت حرج تشهد فيه المحافظات الشرقية في اليمن توترا متصاعدا، وجه وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، يوم السبت "27 ديسمبر 2025"، رسالة مطولة وشديدة الوضوح إلى الشعب اليمني وكل المكونات السياسية، داعيا إلى تغليب لغة الحكمة، ووقف التصعيد العسكري الذي لا يخدم سوى "عدو الجميع".
وأكد الأمير خالد، في رسالته التي حملت أبعادا سياسية وأمنية، أن المملكة العربية السعودية تدخلت عبر عمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" استجابة لطلب الشرعية، بهدف واحد هو استعادة الدولة وسيادتها، مشددا على أن تحرير المحافظات الجنوبية كان محطة محورية في هذا المسار، ولم يكن لتأسيس صراعات جديدة.
"القضية الجنوبية".. بين العدالة والاستغلال
وضع وزير الدفاع السعودي النقاط على الحروف فيما يتعلق بموقف الرياض من "القضية الجنوبية"، معتبرا إياها "قضية سياسية عادلة" لا يمكن تجاهلها أو طيها. لكنه في الوقت ذاته حذر من اختزالها في أشخاص أو توظيفها في صراعات عبثية تضر بجوهرها.
وأشار إلى أن "اتفاق الرياض" كان الإطار الضامن لمشاركة الجنوبيين في السلطة، فاتحا الطريق نحو حل عادل عبر الحوار والتوافق، بعيدا عن لغة القوة وفرض الأمر الواقع. وأضاف: "تؤكد المملكة أن القضية الجنوبية ستظل حاضرة في أي حل سياسي شامل، ولن تنسى أو تهمش".
أحداث "ديسمبر".. شق للصف وإهدار للتضحيات
وفي لغة لا تخلو من العتب والتحذير، تطرق الأمير خالد بن سلمان إلى التطورات الميدانية المؤسفة منذ مطلع ديسمبر 2025 في محافظتي حضرموت والمهرة، معتبرا أن هذه التحركات أدت إلى "شق الصف في مواجهة العدو، وإهدار التضحيات التي قدمها أبناء اليمن وأشقاؤهم في التحالف".
وقال في رسالته: "كان حرص المملكة الدائم أن تكون هذه التضحيات من أجل استعادة الأرض والدولة، لا مدخلا لصراعات جديدة، وأن يصان الأمن لليمنيين كافة، لا أن تستغل لتحقيق مكاسب ضيقة".
دعوة صريحة للانسحاب والتهدئة
أشاد الوزير بالقيادات والمكونات الجنوبية التي لعبت دورا واعيا في دعم جهود إنهاء التصعيد، محذرا من أسماهم بـ "المتربصين" الذين يسعون لجر المحافظات الآمنة إلى مربع العنف.
واختتم رسالته بدعوة مباشرة لـ المجلس الانتقالي الجنوبي إلى:
تغليب صوت الحكمة والمصلحة الوطنية العليا.
الاستجابة الفورية لجهود الوساطة التي تقودها السعودية والإمارات.
إنهاء التصعيد العسكري بشكل كامل.
خروج القوات من المعسكرات في حضرموت والمهرة، وتسليمها سلميا لقوات "درع الوطن" والسلطات المحلية الشرعية.
تأتي هذه الرسالة كخارطة طريق سعودية لوأد الفتنة في مهدها، والتأكيد على أن الحل في اليمن لن يكون إلا بالتوافق والحوار، لا بالمغامرات العسكرية غير المحسوبة.