أثار توغل عسكري مفاجئ حالة من القلق في جنوب سوريا بعدما تحولت رحلة بحث بسيطة عن الرزق إلى واقعة اعتقال غامضة. الحدث لا يمر كخبر عابر، لأنه يعكس واقعًا أمنيًا هشًا يدفع المدنيون ثمنه. اعتقال 5 سوريين في درعا أعاد تسليط الضوء على معاناة السكان في المناطق الحدودية، حيث تتقاطع الحياة اليومية مع التوترات العسكرية المستمرة.
واقعة الاعتقال في الأراضي الزراعية
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة مواطنين سوريين من محافظة درعا أثناء وجودهم في أراضٍ زراعية قريبة من بلدة كودنة في ريف القنيطرة الجنوبي. وكان الشبان يقومون بالبحث عن الفطر البري، وهو نشاط موسمي يعتمد عليه عدد من الأهالي كمصدر دخل محدود.
الاعتقال جرى بشكل مفاجئ دون إنذار مسبق، ما تسبب بحالة من الخوف بين سكان المنطقة.
نقل المعتقلين إلى قاعدة عسكرية
أفادت مصادر رسمية بأن قوات الاحتلال قامت بنقل المعتقلين مباشرة إلى قاعدة تل الأحمر الغربي. وحتى لحظة كتابة الخبر، لم تصدر أي معلومات توضح أسباب الاحتجاز أو الوضع القانوني للشبان أو مصيرهم.
غياب التفاصيل حول اعتقال 5 سوريين في درعا زاد من مخاوف ذويهم، في ظل سجل طويل من الاعتقالات التي تفتقر للتوضيح أو المساءلة.
توغل سابق يعمّق المخاوف
لم تكن هذه الحادثة معزولة، إذ سبقتها بساعات عملية توغل لقوات الاحتلال داخل قرية طرنجة، وصولًا إلى أطراف بلدة جباثا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي.
هذا التحرك العسكري اعتبره مراقبون مؤشرًا على تصعيد ميداني جديد، خاصة مع تكرار الدخول إلى مناطق مأهولة بالسكان.
خرق متواصل لاتفاق فض الاشتباك
تواصل إسرائيل، وفق البيانات السورية الرسمية، انتهاك اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974، عبر عمليات التوغل والاعتقال والاعتداء على المدنيين في محافظتي القنيطرة ودرعا.
وتؤكد دمشق أن اعتقال 5 سوريين في درعا يندرج ضمن سلسلة خروقات ممنهجة، تتعارض مع القوانين الدولية والمواثيق الأممية.
الموقف السوري والدعوات الدولية
جددت الحكومة السورية مطالبتها بتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية. كما دعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والتحرك لوقف هذه الممارسات.
وترى دمشق أن الصمت الدولي يشجع على تكرار مثل هذه الحوادث، ويزيد من معاناة المدنيين.
ماذا يعني ذلك للسكان المحليين؟
تعكس هذه الحادثة حجم المخاطر التي يواجهها سكان الجنوب السوري في حياتهم اليومية. فأنشطة بسيطة مثل الزراعة أو جمع الفطر قد تتحول إلى تهديد مباشر للحرية والأمان.
ويخشى الأهالي أن يصبح اعتقال 5 سوريين في درعا نموذجًا متكررًا، يدفع السكان للعزوف عن أراضيهم ومصادر رزقهم.
سيناريوهات محتملة
في ظل استمرار التوغلات وغياب ردع دولي فعّال، يبقى مصير المعتقلين مجهولًا، كما يبقى السؤال مطروحًا حول الخطوة التالية في هذا التصعيد.
هل ستشهد المنطقة تحركًا دوليًا جادًا، أم سيبقى المدنيون الحلقة الأضعف في مشهد يتكرر دون حلول واضحة؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة.